علماء يكشفون علاقة بين تعدين الذهب في الأمازون والإعاقات العصبية لدى الأطفال
كشف العلماء في البرازيل عن خوف النساء من الحمل، بعدما تحولت الأنهار التي كانت مصدر حياتهن إلى خطر يهدد أطفالهن بسبب التلوث الناتج عن التعدين غير القانوني للذهب، الذي يغمر المياه بكميات هائلة من الزئبق السام.
علماء يكشفون علاقة بين تعدين الذهب في الأمازون والإعاقات العصبية لدى الأطفال
وحسب ما ذكرته وكالة أنباء رويترز، قالت أليساندرا كوراب، إحدى زعيمات شعب موندوروكو: حتى حليب الأم لم يعد آمنًا، وفي قرية ساي سينزا المحاطة بمناجم الذهب غير القانونية، تعاني الطفلة راني كيتلين التي تبلغ من العمر 3 سنوات من اضطرابات عصبية حادة وتشنجات عضلية، دون أن يجد الأطباء تفسيرًا جينيًا لحالتها، وهي واحدة من 36 حالة مشابهة رصدها العلماء في المنطقة، معظمها بين الأطفال، وفقًا لبيانات أولية من دراسة جديدة حول آثار التلوث بالزئبق.
وحاول الباحثون البرازيليون، بدعم من معهد فيوكروز للصحة العامة، لأول مرة إثبات وجود علاقة سببية بين الزئبق الناتج عن التعدين والإعاقات العصبية في المجتمعات الأصلية، وتُجرى الدراسة على مدى عدة سنوات حتى نهاية عام 2026، لمتابعة 176 امرأة حاملًا وتحليل مستويات الزئبق في أجسامهن وأطفالهن بعد الولادة.
أوضحت النتائج الأولية أن مستويات الزئبق لدى الأمهات في قرية ساي سينزا تفوق المعدلات الآمنة التي حددتها وزارة الصحة البرازيلية بـ 5 مرات، بينما ترتفع لدى أطفالهن بثلاث مرات.
صيد الأسماك من النهر
في ظل غياب البدائل الغذائية، يعتمد السكان على صيد الأسماك من النهر، رغم علمهم بأنها ملوثة، وقال زيلدومار موندوروكو، أحد الزعماء المحليين: لا نستطيع التوقف عن أكل السمك، إذا فعلنا ذلك سنموت جوعًا.
وأظهرت الأبحاث أن الزئبق الناتج عن التعدين يستقر في قاع الأنهار ويتسرب إلى السلسلة الغذائية، متراكمًا في أسماك مثل السوروبيم، التي تعد غذاءً أساسيًا للأسر المحلية.
وقالت وزارة الصحة البرازيلية، إنها كثفت مراقبة مستويات الزئبق في أراضي موندوروكو، ودرّبت الكوادر الصحية على رصد أعراض التسمم، إلى جانب تمويل مشاريع لتوفير مياه نظيفة في المجتمعات النائية.
وأكد العلماء، أن إثبات علاقة مباشرة بين الزئبق والإعاقات ليس سهلًا، إذ قد تتداخل أسباب أخرى مثل سوء التغذية أو الأمراض المعدية أو العوامل الوراثية الناتجة عن زواج الأقارب، ويصف الباحث فرناندو كوك من جامعة ساو باولو الظاهرة قائلًا: التسمم بالزئبق جريمة مثالية، لأنه لا يترك أي بصمة واضحة.



