الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

ولادي هيفتخروا بيا.. حكاية مهندس عاش حلم المتحف المصري الكبير من أول حجر

أحمد قرني
أخبار
أحمد قرني
السبت 01/نوفمبر/2025 - 03:06 م

وسط صخب العاصمة وضجيجها، يقف المتحف المصري الكبير كواحد من أعظم مشروعات القرن، ليشهد على عبقرية المصري حين يقرر أن يترك بصمة من نور على وجه التاريخ، لكن خلف الحجارة الضخمة والواجهات الزجاجية المهيبة، هناك وجوه لم تُكتب أسماؤها على الجدران، رجال عاشوا الحلم حجرًا فوق حجر، وسقوه بعرقهم وصبرهم وشغفهم، من بينهم المهندس أحمد قرني، الذي أمضى سبع سنوات من عمره بين أروقة المشروع، يراقب الحلم وهو يكبر يومًا بعد يوم، كأنما يبني قطعة من قلبه لا تُقدّر بثمن.

ولادي هيفتخروا بيا.. حكاية مهندس عاش حلم المتحف المصري الكبير من أول حجر

في حديثه مع القاهرة 24، لم يكن يتحدث كمهندس فحسب، بل كشاهد على رحلة مليئة بالتحدي، والخوف، والفخر.. رحلة كان عنوانها الأول: سلامة الإنسان قبل أي إنجاز، وعنوانها الأخير؛ هذا المتحف جزء من حياتنا، مش مجرد مشروع.

في عام 2014، التحق قرني بمشروع المتحف المصري الكبير، وتدرج في مجال السلامة والصحة المهنية من مسؤول السلامة حتى أصبح مهندس أول بالمشروع، وكان شاهدًا على المشروع منذ بداياته، قائلًا: اشتغلت في المتحف من أول ما كانت الأرض فضاء، لحد ما بقى بالشكل العظيم ده، كنت واحد من فريق السلامة المسؤولين عن كل الأنشطة التي تتم داخل الموقع، وهدفنا الأساسي كان نحافظ على سلامة العاملين والمعدات، ونضمن إن كل حاجة تمشي بأمان من غير تعطيل.

يتذكر قرني التحدي الأكبر الذي واجهه فريق عمل المتحف المصري الكبير، خلال فترة عمله، حين وصل عدد العمال في الموقع إلى نحو 6 آلاف عامل في وقت واحد، كلًا في مهمة مختلفة، وكل المهام تجري في نفس اللحظة، واصفًا إياه بالمشروع الضخم جدًا من حيث التصميم والتنفيذ، وكان الجميع يعمل في مراحل مختلفة في وقت واحد.

وبنبره يتجلى فيها الفخر، يقول لـ القاهرة 24: المتحف الكبير اتنفذ فيه أشياء لأول مرة في مصر، مثل السقف الهرمي اللي اتبنى بطريقة جديدة تمامًا، وتصميم البهو العظيم اللي فيه تمثال رمسيس كـ Steel Structure بالحجم ده.. وهذا كان تحدي هندسي رهيب، لكن التحدي الحقيقي، كما يروي قرني، بدأ حين بدأت مرحلة نقل الآثار إلى أماكنها داخل المتحف، بينما لا يزال العمل الإنشائي جاريًا، واصفًا إياها بأنها كانت من أخطر المراحل.

كانت من أخطر المراحل؛ لازم نحافظ على كل أثر وسط موقع إنشائي مليان معدات ورافعات، أي غلطة كانت ممكن تكلّفنا كتير جدًا.. كنا شغالين بأيدينا على نبض قلب واحد، بحسب قرني.

أصعب اللحظات التي مرت على المهندس قرني خلال فترة عمله بالمتحف المصري الكبير والتي لا تزال عالقة في ذهنه حتى الآن، كانت في أثناء نقل تمثال رمسيس الثاني إلى مكانه النهائي، ورفع المسلة المعلقة في ساحة المتحف، مردفًا: لحظات عمرها ما تتنسى، التوتر كان في السماء.. كنا عارفين إن أي غلطة صغيرة ممكن تعمل كارثة، لكن الحمد لله كل حاجة عدت بسلام، لما شُفنا التمثال واقف في مكانه.. كانت فرحة لا توصف، حسينا إن تعب السنين كلها ما راحش هدر.

ويكمل بصوت يحمل مزيجًا من الحنين والفخر: كنا بنعتبر المتحف بيتنا التاني، بنقضي فيه أكتر ما بنقعد في بيوتنا.. اتعلمنا كتير جدًا، واشتغلنا بإخلاص لأننا كنا حاسين إننا بنبني حاجة مصر كلها هتفخر بيها.

ويختم المهندس أحمد حديثه بابتسامة رضا: يمكن الناس لما تزور المتحف وتشوف عظمته ما تعرفش حجم التعب اللي وراه، بس إحنا عشنا كل لحظة فيه، والنهارده لما بشوف المتحف واقف كده، بحس إني ساهمت في حاجة ولادي هيفتخروا بيها، وحاجة مصر كلها تستحق تفرح بيها.

تابع مواقعنا