رحلة 6 أشهر لإحياء كنز ذهبي.. قصة ترميم مظلة الملك توت عنخ آمون الفريدة بالمتحف المصري الكبير
في واحدة من أكثر قصص الترميم دقة وإبداعًا، كشف الأثري محمد عبد القادر النويشي، أخصائي ترميم معمل ترميم الآثار الخشبية بالمتحف المصري الكبير، تفاصيل فريدة حول مظلة الملك توت عنخ آمون، التي تُعد القطعة الوحيدة من نوعها في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، والتي تتألق اليوم داخل قاعات العرض بالمتحف المصري الكبير بعد رحلة ترميم استثنائية.
رحلة 6 أشهر لإحياء كنز ذهبي.. قصة ترميم مظلة الملك توت عنخ آمون الفريدة بالمتحف المصري الكبير
وأوضح النويشي في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أن المظلة وصلت إلى مركز الترميم وتم فكها إلى 125 قطعة من الخشب المذهب، حيث تم التعامل مع كل قطعة على حدة لضمان ترميمها بالشكل الأمثل، مضيفًا: «كل جزء خضع لعملية تنظيف دقيقة لإزالة طبقات الشمع التي كان قد وضعها عالم الآثار هوارد كارتر وفريقه أثناء اكتشاف المقبرة».
وأشار إلى أن المظلة كانت قد نُقلت من المتحف المصري بالتحرير وهي في حالة غير مستقرة، إذ لم تكن مثبتة جيدًا على أعمدتها الأربعة، مؤكدًا أن الفريق نجح في إعادة تثبيتها في وضعها الأصلي كما كانت في مقبرة الملك الذهبي.
وأضاف المرمم: «استغرقت عملية الترميم حوالي 6 أشهر من العمل المتواصل، بمشاركة الأثرية سمر فوزي، وكانت من أصعب المهام التي نفذناها، خاصة في الجزء العلوي من المظلة المتدلي منه الأذرع الذهبية، والذي تطلّب تفكيكه وتثبيته قطعةً قطعةً بنفس الطريقة التي صممها المصري القديم».
وأكد النويشي، أن عبقرية التصميم الأصلي كانت مدهشة، إذ صُممت المظلة بحيث يمكن تفكيكها وتركيبها بسهولة، ما سهل مهمة الفريق في إعادة تجميعها بدقة مطابقة تمامًا للأسلوب الفرعوني الأصلي.
واختتم قائلًا: «المظلة قطعة فريدة لا مثيل لها في تاريخ الحضارة المصرية أو أي حضارة أخرى، فهي ليست مجرد أثر ذهبي، بل دليل حي على براعة المصري القديم ودقته في الفن والهندسة».



