إنجاز قد يغير علاج العقم.. علماء ينجحون في إنتاج أجنة بشرية من خلايا الجلد
أعلن باحثون في جامعة أوريجون للصحة والعلوم بالولايات المتحدة الأمريكية، نجاحهم في إنتاج أجنة بشرية باستخدام خلايا جلد فقط، دون الحاجة إلى بويضات أو حيوانات منوية تقليدية، مما يفتح آفاقًا جديدة أمام الأزواج الذين يعانون من العقم، وذلك وفقًا لما نقلته صحيفة ديلي ميل البريطانية.
علماء ينجحون في إنتاج أجنة بشرية من خلايا الجلد فقط
وكشفت الدراسة التي نُشرت في مجلة Nature Communications، عن تحويل خلايا الجلد البشري إلى 82 بويضة صناعية تم تخصيبها بالحيوانات المنوية داخل المختبر، لينتج عنها 7 أجنة في مرحلة مبكرة، تمثل بارقة أمل في مستقبل علاج العقم، خاصة لمن لا يملكون بويضات قابلة للحياة أو يعانون من مشاكل إنجابية مزمنة.
وتابعت الدراسة أن التقنية تقوم على إعادة برمجة خلايا الجلد العادية لتعود إلى حالة مرنة تُعرف بالخلايا الجذعية المحفَّزة، تسمح بتحويلها إلى أي نوع من خلايا الجسم، بما في ذلك خلايا البويضات.
وأكد الباحثون أن بذلك التطورات العلمية يمكن تخطي الحواجز الإنجابية التقليدية وإيجاد حلول للأزواج غير القادرين على الإنجاب الطبيعي أو عبر وسائل التلقيح الصناعي التقليدية.
وقالت الدكتورة باولا أماتو، أستاذة التوليد بجامعة أوريغون والمؤلفة المشاركة في الدراسة، لمجلة Wired: التطبيقات الواضحة لهذه التقنية ستكون للنساء الأكبر سنًا اللاتي نفدت بويضاتهن، أو اللاتي فقدن القدرة على إنتاج البويضات بسبب العلاج الكيميائي أو مشكلات جينية.
استخدام نواة خلية جلدية
وأوضحت الدراسة أن العلماء استخدموا نواة خلية جلدية التي تحتوي على الحمض النووي الكامل وزرعوها داخل بويضة متبرعة تمت إزالة نواتها، لتصبح النتيجة بويضة اصطناعية تحمل الحمض النووي الوراثي للمرأة الأصلية، ما يجعل الجنين الناتج مرتبطًا وراثيًا بها.
ورغم أن التجارب لا تزال في مراحلها الأولى، إذ لم يتجاوز عدد الأجنة السليمة 7 فقط، إلا أن العلماء يرون فيها خطوة تأسيسية نحو إمكانية خلق بويضات بشرية من خلايا جسدية عادية في المستقبل القريب.
ويأتي هذا الاكتشاف في وقت تعاني فيه الولايات المتحدة الأمريكية من تراجع حاد في معدلات الخصوبة، إذ بلغ معدل الإنجاب عام 2024 نحو 1.6 طفل لكل امرأة فقط، مقارنةً بـ 66.3 ولادة لكل ألف امرأة عام 2004، وفقًا للإحصاءات الفيدرالية.
ويرى الخبراء الأمريكيون أن تأخر سن الزواج والإنجاب، وارتفاع تكاليف المعيشة والتعليم، وانخفاض معدلات نجاح التلقيح الصناعي مع تقدم العمر، كلها عوامل ساهمت في أزمة الخصوبة الحالية.
ورغم أن الطريق لا يزال طويلًا قبل اعتماد هذه التقنية سريريًا، فإن نتائجها تمثل نقطة تحول علمية قد تمنح الأمل لملايين الأزواج حول العالم، وتفتح بابًا جديدًا لعلاج العقم بطرق غير تقليدية.


