هنا مصر العالم يقف إجلالًا للخلود… عظمة وطن وقائد مؤمن اصطفاه الله
شرَّف اللهُ مصر ورفع ذكرها، فجعلها كنانته في أرضه، ومهبطَ أنبيائه، ومهوى قلوب عباده، ووهبها من الأسرار والبركات ما لم يجتمع في غيرها من البلدان.
هي الأرض التي خطَّ الله اسمها في كتابه العزيز، وقال فيها:
"ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين."
فكانت موطن الأمن، ومأمن الأنبياء، ومهوى القلوب العامرة بالإيمان.
مصر… اسمٌ إذا نُطق اهتزّت له أوتارُ القلوب إجلالًا، وسكنت له الأرواح إعظامًا.
هي المهد الأول للحضارة، والصفحة التي كتب عليها الإنسانُ أول حروف الخلود، والمحراب الذي صلّت فيه البشرية على أعتاب المجد والإبداع.
فيها تتعانق الأهرامات مع السماء كأوتادٍ من ذهب، وتهمس المعابد القديمة بحكاياتٍ لا تنتهي، تقول للعالم كله:
"هنا خُلقت العظمة، ومن هنا انطلقت شرارة النور إلى الدنيا."
ليست مصر مجرد وطنٍ على الخريطة، بل أيقونةُ الأبد، وسِفرُ الله في الجغرافيا والتاريخ معًا.
فيها عبق الرسالات، ونور الأزهر، وكرامة النيل، وصبر الجندي على الحدود.
هي التي لم تنحنِ يومًا لريح، ولم تعرف الانكسار حتى في أقسى العصور، لأنها وطنٌ لا يعيش فينا فحسب، بل يسكن في أرواحنا، ويجري في العروق مجرى الدم.
ومن رحم هذا المجد الساكن في طمي النيل، تولد مصر اليوم من جديد في مشهدٍ يبهر العيون ويملأ القلوب فخرًا، حين وقفت الدنيا مبهورة أمام افتتاح المتحف المصري الكبير؛ ذاك الصرح الذي لا يجمع حجارةً وآثارًا فحسب، بل يجمع بين عبقرية المصري القديم وإبداع المصري المعاصر.
إنه ليس مجرد متحف، بل شهادةٌ خالدة على أن الأمة التي شيّدت الأهرام ما زالت قادرة على أن تُبهر العالم وتصنع حضارةً جديدة تليق بمجدها القديم.
ومن قلب الجيزة، على مرمى البصر من أهرامات المجد الخالد، يرتفع المتحف المصري الكبير كأنه رسالةٌ من الماضي إلى المستقبل، تقول للعالم أجمع:
"هنا مصر… حيث وُلد التاريخ، وهنا الإنسان حين نطق بالحضارة أول مرة."
هكذا تكتب مصر فصلًا جديدًا في سفرها الأبدي، تُجدد فيه عهدها مع الخلود، وتُذكّر العالم أن المجد قد يُروى في الكتب، لكنه في مصر يُرى بالعيون.
فما بين صمت الأهرام، وهمس النيل، وإشراق المتحف الكبير، تقف مصر شامخةً تقول للعالم:
«أنا التاريخ… وأنا الحاضر… وأنا التي لا تموت.»
دهشة العالم… حين نَسِيَ الزمن البروتوكول
حين أُزيحت الستائر وبدأ المشهد، تبدّل كل شيء.
الضيوف القادمون من كل أرجاء الأرض نسوا البروتوكولات الرسمية، وأسقطوا عن وجوههم أقنعة التحفّظ الدبلوماسي.
تحولت القاعة إلى بحرٍ من الدهشة، والعيون تتلألأ كأنها تُبصر معجزةً من زمنٍ فات.
رفع القادة هواتفهم في انبهار، يوثقون لحظةً شعروا فيها أنهم أمام الخلود ذاته، يسرقون من الزمن جزءًا ليحفظوه شاهدًا على أنهم كانوا هنا… على أرض المعجزة: مصر.
لم تكن صورًا للذكرى، بل كانت انحناءةً صامتة أمام مجدٍ لا يُقاس ولا يُكرَّر.
ومن على مقاعدهم، وقف العالم — وإن لم يتحرك — احترامًا لدولةٍ علّمت الدنيا معنى الحضارة، ثم عادت اليوم لتُعلّمها معنى الدهشة من جديد.
هنا مصر… هنا وقف العالم ينظر.
القائد الذي سخّره الله لوطنٍ عظيم
وفي قلب هذا المشهد المهيب، وقف الرئيس عبدالفتاح السيسي — قائدٌ آمن أن الله اصطفاه ليحمل راية وطنٍ خُلِق ليقود لا ليُقاد.
وقف شامخًا كأحد تماثيل أجداده، بوجهٍ يفيض وقارًا، وعينين تُخفيان حكاية وطنٍ نهض من تحت الركام وصنع من التحدي مجدًا جديدًا.
رئيسٌ أيقن أن الله يُسخّر من عباده من يشاء ليُعلي بهم شأن الأوطان، فجعل من قيادته رسالةً تُقاس بالنهضة والعزة لا بالمناصب.
في عهده، لم تُبعث آثار مصر من جديد فحسب، بل بُعثت روح مصر ذاتها — تلك الروح التي كانت تنتظر من يُعيد إليها مجدها ويمنحها موقعها بين الكبار.
لقد أراد الله أن يكون هذا القائد امتدادًا لجذور الفراعنة وإشراقة المصري المعاصر؛ يجمع بين صلابة الحديد ورقة الإيمان، بين حزم الدولة ورحمة القلب.
هو القائد الذي أعاد لمصر وجهها الحقيقي؛ قوية، فخورة، شامخة بين الأمم، تسير بثقةٍ تحت راية الله، وبدعاء الملايين الذين رأوا فيه القدر الإلهي لحماية هذا الوطن المبارك.
السيدة الأولى.. تاج الرقيّ وأيقونة الأصالة
وعلى يمين هذا المشهد التاريخي، تجلّت السيدة انتصار السيسي في إطلالةٍ تُدرّس للأجيال معنى الرقيّ الحقيقي والأناقة التي تليق بامرأة مصرية عظيمة.
ظهرت كما عهدناها؛ واثقة الخطى، هادئة القسمات، يفيض حضورها وقارًا ونبلًا، وكأنها امتدادٌ للملكات المصريات الخالدات — من إيزيس إلى نفرتيتي إلى حتشبسوت.
في نظرتها دفء الوطن، وفي بساطتها فخامة تُبهِر الناظرين دون تكلّف.
هي السيدة المصرية الأولى التي تُجسّد في ملامحها مزيجًا من الهيبة والحنان، ومن الرقيّ والإيمان، لتكون بحق مرآةً للمرأة المصرية الأصيلة التي ظلت عبر التاريخ عماد الأسرة وسرّ الحضارة.
إنها أنثى مصرية بمعنى الوطن، حيث يلتقي الذوق بالاحترام، والعظمة بالهدوء، والمجد بالوقار.
نجلة القائد… امتداد الضوء من بيت العظمة
وفي لحظةٍ ساحرةٍ من تفاصيل الافتتاح، أشرقت الصورة العائلية حين ظهرت نجلة السيد الرئيس في حضورٍ يُعبّر عن جيلٍ جديد من المصريات اللاتي ورثن النقاء والعزة والعراقة.
إطلالةٌ اتسمت بالسمت الرفيع والحياء النبيل، فبدت كأنها سطرٌ جديد في كتاب الأناقة المصرية، وكأنها خُلقت لتُجسّد معنى أن تكون “ابنة قائد مصر.”
كانت امتدادًا لوالدتها في الوقار، وصورةً من والدها في الثبات والهيبة، فانعكست على ملامحها مهابة القيادة ورقة الأنثى المصرية الأصيلة.
في صمتها كلام، وفي ابتسامتها رسالة، وفي طلّتها فخرٌ للوطن بأكمله.
لقد رأى العالم فيها بنتًا من نسل الملوك، تربّت في بيتٍ لا يعرف إلا الإيمان والعطاء والكرامة.
ذلك البيت الذي لا يصطنع المجد، بل يُمارسه بالفطرة؛ بيتٌ يُمثّل مصر في أبهى صورها: قيادة راشدة، وسيدة راقية، وابنة تشعُّ من ملامحها تربية الوطن وأخلاق القيادة.
مصر… حين تتكلم يصمت التاريخ
ما حدث في افتتاح المتحف المصري الكبير لم يكن مجرد فعاليةٍ رسمية، بل ميلادًا جديدًا لمجدٍ قديمٍ لا يموت.
حدثٌ جعل الزمن نفسه يتوقف احترامًا، وجعل العالم يعترف أن على هذه الأرض ما يستحق الانبهار كل يوم.
فمصر ليست دولةً عابرة، بل رسالةٌ إلهية خالدة، تنبض في قلب التاريخ كما تنبض الروح في الجسد.
وكل حجرٍ في المتحف، وكل لمسة ضوءٍ على جدرانه، تقول للعالم بصوتٍ لا يُسمع بالأذن بل يُحسّ بالقلب:
"هنا مصر… هنا المجد… هنا البدايات التي لا تنتهي."
خاتمة المجد
من افتتاح المتحف المصري الكبير، كتبت مصر سطرًا جديدًا في سفر الخلود.
قائدٌ مؤمن يقودها بإخلاصٍ وتوفيقٍ من الله، وسيدةٌ أولى تُمثل الأصالة والوقار، وابنةٌ تشعُّ من ملامحها تربية الوطن وأخلاق القيادة.
هكذا تكتمل صورة مصر الحديثة… قويةٌ بأرضها، شامخةٌ بتاريخها، مبهرةٌ بحاضرها، خالدةٌ بعطائها.
هنا مصر… هنا وقف العالم إجلالًا للخلود… وهنا تبدأ كل حكايةٍ عن المجد، وتنتهي عند اسمٍ واحد: مصر.


