المتحف المصري الكبير.. حين تتكلم الحضارة باسم مصر
هناك لحظات لا تُقاس بالزمن، بل تُقاس بما تتركه في وجدان الأمم من فخرٍ وخلود، ويوم افتتاح المتحف المصري الكبير هو أحد تلك الأيام التي لا تمر مرورًا عابرًا، بل تُكتب في ذاكرة التاريخ كإعلان جديد بأن مصر لا تزال مهد الحضارة، وقلب الإنسانية النابض منذ آلاف السنين.
هذا الصرح العظيم لم يُبْنَ بالأحجار وحدها، بل شُيّد بالإرادة.. إرادة قائدٍ آمن بأن الماضي هو القوة التي تُلهم المستقبل.
فبقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، خرج المشروع من حدود الحلم إلى فضاء الواقع، ليُعلن للعالم أن مصر التي شيّدت الأهرامات قادرة اليوم على بناء متحف هو الأكبر والأجمل في العالم، يجمع بين أصالة التاريخ وحداثة الفكر.
المتحف المصري الكبير لم يكن مشروعًا هندسيًا فحسب، بل ملحمة وطنية شارك فيها الجميع: من عقولٍ هندسية سطّرت بخبرتها روعة التصميم والتنظيم، إلى سواعد عمّالٍ حملوا الطوب والحجر والحديد، يعملون تحت الشمس الحارقة بنفس الحماس الذي حفر به الأجداد صروح المجد الأولى.
هؤلاء العمال هم الأبطال الحقيقيون الذين لم تُذكر أسماؤهم في العناوين، لكنهم نقشوا أسماءهم في جدران هذا الإنجاز.
والعلماء والأثريون الذين أمضوا السنين في ترميم القطع الأثرية بكل دقة وعشق، أعادوا للحضارة المصرية وجهها المشرق، ليقف العالم مبهورًا أمام تماثيلٍ خرجت من غبار القرون كأنها وُلدت من جديد.
إنه مشروع جمع كل أبناء الوطن تحت راية واحدة: راية تحيا مصر، تحت قيادة حكيمة رأت في الثقافة سلاحًا ناعمًا، وفي التاريخ درعًا من الكبرياء، وفي الشباب والعمال والمهندسين قوة بناءٍ لا تقل عظمة عن أهرامات الجيزة التي تقف شامخة بجوار المتحف كأنها تُبارك ميلاده.
اليوم لا نفتتح مبنى فقط، بل نفتح نافذة على مجدنا الإنساني، نُخبر بها العالم أن مصر لم تكن يومًا مجرد دولة.. بل حضارة تمشي على الأرض.
فشكرًا لكل يدٍ شاركت، ولكل عقلٍ خطط، ولكل قلبٍ آمن أن مصر تستحق هذا المجد.
وشكرًا لقائدٍ جعل من الحلم حقيقة، ومن التاريخ رسالة، ومن مصر عاصمة للخلود الإنساني عبر العصور.
تحيا مصر.. بعظمتها، بتاريخها، وبأبنائها الذين لا يعرفون المستحيل.


