الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

مفتي الجمهورية: غياب الفهم الصحيح للإسلام والاعتماد على القراءات الانتقائية سبب لظهور الإسلاموفوبيا في المجتمعات الغربية

 الدكتور نظير محمد
أخبار
الدكتور نظير محمد عياد مفتي جمهورية مصر العربية
الأحد 02/نوفمبر/2025 - 06:36 م

أكد الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الأديان السماوية في جوهرها لم تكن يومًا سببًا للفرقة، بل كانت دائمًا قوةً للوحدة الإنسانية، لأنها تلتقي جميعًا على قيم العدل والرحمة والصدق، مشددًا على أن الإسلام جاء حاملًا منظومة متكاملة من القيم التي تحفظ للإنسان كرامته وتصون للمجتمع استقراره وتضمن للعالم أمنه وسلامه.

 

مفتي الجمهورية: غياب الفهم الصحيح للإسلام والاعتماد على القراءات الانتقائية سبب ظاهرة الإسلاموفوبيا في المجتمعات الغربية

جاء ذلك خلال كلمته في الندوة العلمية التي نظمتها كلية أصول الدين بجامعة الأزهر تحت عنوان: «منهجية عرض صحيح الإسلام في المحافل الدولية – تجربة ذاتية»، بحضور عدد من قيادات الأزهر الشريف وأعضاء هيئة التدريس والطلاب.

وقال: إن الدعوة الإسلامية في العصر الحديث تواجه تحديات فكرية جسيمة، أبرزها الفكر المتطرف الذي أفرز جماعات العنف والإرهاب وشوّه صورة الإسلام أمام العالم، إلى جانب الفكر اللاديني الداعي إلى الإلحاد، والفكر الاستشراقي المتعصب الذي يسعى إلى تشويه الرسالة المحمدية.

وأوضح أن هذه التحديات أفرزت ظواهر سلبية، من أبرزها تصاعد موجات الإسلاموفوبيا وخطابات الكراهية والعنف العنصري، بما يهدد قيم العيش المشترك والأمن الإنساني العالمي.

وشدد على أن مواجهة هذه التحديات تتطلب موقفًا علميًّا راسخًا يقوم على تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام وكشف الزيف في المحافل الدولية، مؤكدًا أن المؤسسات الدينية الرسمية مطالبة بأن يكون لها حضور فاعل ومؤثر في المؤتمرات والمنتديات العالمية، لتقديم الصورة الصحيحة عن الإسلام ومواجهة ما يُلصق بالأمة من تهم باطلة.

وأشار مفتي الجمهورية إلى أن منهجية المؤسسات الدينية في عرض الإسلام الصحيح ترتكز على أسس فكرية وعلمية، في مقدمتها ترسيخ ثقافة الحوار الديني والثقافي باعتبارها الأساس الحقيقي لبناء الحضارات الإنسانية، وقال إن الله سبحانه وتعالى جعل الحوار وسيلة للتفاهم والعمران بين الناس، لكن الواقع المعاصر يشهد تراجعًا في ممارسة الحوار القائم على البحث عن الحقيقة، ما يستدعي إحياء قيم الإنصاف والاحترام المتبادل.

وأكد أن الحوار ليس ترفًا فكريًا بل ضرورة وجودية لضمان بقاء الإنسانية وتحقيق السلام العالمي، وأن تعزيز قيم التفاهم والتعايش هو السبيل لتصحيح الصورة المشوهة عن الأديان في مواجهة حملات التشويه المغرضة التي تسعى إلى بث الفرقة والكراهية بين الشعوب.

المفتي: المؤسسات الدينية الإسلامية الرسمية حريصة على دعم كل المبادرات 

وأوضح أن المؤسسات الدينية الإسلامية الرسمية حريصة على دعم كل المبادرات التي تبني الجسور الحضارية بين الشعوب والثقافات، مشيرًا إلى أن من أهم مرتكزات عرض صحيح الإسلام في المحافل الدولية التأكيد على القيم الإنسانية في الرسالة المحمدية التي تجلت في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم قولًا وعملًا، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾.

وأضاف أن الإسلام دين عدل ورحمة ومساواة وأخوة، جاء ليقيم الميزان بين الناس جميعًا، ويرسخ دعائم التعايش والسلام، مبينًا أن الإسلام سبق جميع الشرائع في تكريم المرأة وتحقيق المساواة الكاملة بينها وبين الرجل، مستشهدًا بوصية النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «استوصوا بالنساء خيرًا».

ولفت إلى أن الغلو والتطرف في فهم النصوص الدينية من أخطر الآفات التي ابتُلي بها العصر الحديث، موضحًا أن الجماعات المتشددة التي خرجت على منهج الوسطية أساءت إلى الدين، وأن خطابات الكراهية الصادرة عنها لا تمت إلى التدين الصحيح بصلة، بل هي ثمرة للجهل والتعصب.

ونوه بأن هناك نوعًا آخر من خطابات الكراهية لا يقل خطرًا عن خطاب الجماعات الإرهابية، يتمثل في الحملات العدائية ضد الإسلام في الغرب، والتي تغذي ظاهرة الإسلاموفوبيا وتزيد من معدلات العنف ضد المسلمين، مؤكدًا أن غياب الفهم الصحيح للإسلام والاعتماد على القراءات الانتقائية للنصوص كانا من أبرز أسباب تفشي هذه الظاهرة.

وشدد مفتي الجمهورية على أن مواجهة الإسلاموفوبيا تحتاج إلى تكامل الجهود العلمية والإعلامية والتربوية والدعوية، وإلى توظيف أدوات التواصل الحديثة لعرض الإسلام بصورة عصرية تخاطب العالم بلغته المعاصرة.

وفي ختام كلمته أكد فضيلته أن الإسلام في جوهره رسالة سلام ورحمة وعدل، وأن الأديان بريئة من كل فكر يدعو إلى الكراهية أو الصراع، داعيًا إلى تجاوز مرحلة التنظير إلى تفعيل مبدأ "التعارف الحضاري" بين الشعوب والأمم ليكون محورًا أساسيًا في فكر المؤسسات الدينية، دعمًا لمسارات السلام الإنساني العالمي.

وشهدت الندوة حضور كل من الأستاذ الدكتور محمود حسين عميد كلية أصول الدين، والأستاذ الدكتور حسن صلاح الصغير رئيس أكاديمية الأزهر الشريف للتدريب، والأستاذ الدكتور محمد الجندي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والأستاذ الدكتور عبدالفتاح العواري عميد الكلية الأسبق، والأستاذ الدكتور محمد مهنا، والأستاذ الدكتور محمود الصاوي، إلى جانب عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس والطلاب.

تابع مواقعنا