بين الحبال والخشب والعراقة.. حكاية رابط مركب خوفو: حافظ عليها من الغرق في طي النسيان| صور
بين مشهدٍ مهيب أضاء ليل الجيزة، ودهشة العالم أمام عودة مركب الملك خوفو إلى الحياة من جديد، كان هناك أبطال خلف الكواليس، لم يرهم الجمهور لكنهم حملوا عبء التاريخ على أكتافهم، أحد هؤلاء هو الأثري أحمد تهامي، المعروف بـ رابط الحبال، الرجل الذي تولى مهمة شديدة الدقة، وهي تربيط حبال مركب خوفو، التي ظهرت أمس في أبهى صورة خلال افتتاح المتحف المصري الكبير.
الرجل الذي ربط حبال التاريخ.. كيف أعاد الأثري أحمد تهامي الحياة لمركب خوفو؟
يقول تهامي في تصريحاته لـ القاهرة 24: تربيط الحبال لمركب خوفو مش أمر سهل زي ما الناس متخيلة، دي عملية حساسة جدًا، والخطأ فيها ممكن يؤدي إلى كسر أجزاء من المركب، ودي مسؤولية كبيرة لأنك بتتعامل مع أثر فريد عمره آلاف السنين.
ويشرح أن مهمة رابط الحبال هي استبدال الحبال القديمة والمتفحمة بحبال جديدة مصنوعة من الكتان الطبيعي، وهي مادة حنونة على جسم الأثر ولا تؤذيه، موضحًا أن الحبال ليست مجرد عنصر تجميلي بل جزء أساسي في تركيب المركب وتماسك أجزائه.
ويضيف تهامي أنه تعلم هذا العمل الدقيق على يد والده، الراحل تهامي الكبير، الذي كان مفتشًا بمنطقة أهرامات الجيزة، وهو أول من أشرف على عملية تربيط مركب خوفو بعد اكتشافها، قائلًا: شفت والدي وهو بيبدل الحبال القديمة كل فترة، علشان يحافظ على المركب من التفكك والتآكل.
عملية تربيط المركب مرت بمراحل طويلة
ويكشف رابط الحبال، أن عملية تربيط المركب مرت بمراحل طويلة، بدأت منذ اكتشافها على يد كمال الملاخ عام 1954، واستمرت عبر عقود من الترميم والتجميع حتى نقلها إلى المتحف المصري الكبير، متابعًا بأن: 60% من الحبال القديمة تم تغييرها قبل عملية نقل المركب من هضبة الأهرامات إلى المتحف، بينما الـ40% الباقية كانت في حالة جيدة، لكن تم تبديلها بعد استقرار المركب داخل قاعة العرض الجديدة.
ويشير تهامي إلى أن عملية النقل لم تتضمن تفكيك المركب بالكامل، وإنما تم فك المقدمة والمؤخرة وكابينة القبطان والمجاديف فقط، ليُعاد تركيبها وترميمها بدقة داخل المتحف المصري الكبير، مؤكدًا أن هذا العمل تم بأيادٍ مصرية خالصة.
ويختتم قائلًا: النهاردة وأنا شايف مركب خوفو واقفة بألوانها التاريخية في افتتاح المتحف، حسّيت إن كل التعب راح.. دي لحظة عمر، لأنك بتشوف تعب السنين بيتحوّل لمشهد يخلي العالم كله يتكلم عن مصر.
