كبير مستشاري ترامب: أمريكا تقود جهودًا كبيرة لإنهاء الأزمات في المنطقة العربية وإفريقيا | حوار
قال مسعد بولس كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشئون العربية والإفريقية، إن الولايات المتحدة تقود جهودًا كبيرة لإنهاء الأزمات في المنطقة العربية والقارة الإفريقية، بقيادة الرئيس ترامب من أجل إحلال السلام والتنمية في هذه المنطقة الحيوية من العالم، ووقف الحروب والنزعات بما يضمن مستقبل الأجيال القادمة.
وتطرق بولس في حوار لـ القاهرة 24 على هامش لقاء بالسفارة الأمريكية في القاهرة للحديث عن مختلف الأزمات التي تشهدها المنطقة، بداية من حرب غزة والاتفاق التاريخي في شرم الشيخ لوقف الحرب، مرورًا بأزمة السودان والتطورات الأخيرة التي تمر بها وطرح مبادرة للهدنة، فضلًا عن أزمة سد النهضة الإثيوبي والتوسط لإيجاد حل يرضي جميع الأطراف، والتطرق لمستقبل التنمية في القارة الإفريقية ومواجهة أزمة الهجرة غير الشرعية.
وإلى نص الحوار..
كيف تنظرون لمستقبل غزة بعد وقف إطلاق النار؟
يمكنني التأكيد على أن الرئيس ترامب مصمم على المضي قدمًا في تنفيذ خطة السلام في قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار، فهو مصمم على ذلك ولن يتراجع عنه، ونعمل على استمرار الاتفاق من خلال عمل مستمر مع الوسطاء في مصر والدول الأخرى الراعية للاتفاق.
والمرحلة الأولى من اتفاق غزة تم تنفيذها بشكل شبه كامل، تتبقى فقط بعض العقبات المتعلقة بتسليم الجثامين الباقية في غزة لإسرائيل ونأمل الانتهاء من ذاك قريبًا، لكن بشكل عام تعتبر ناجحة وهو ما عبر عنه فريق العمل الأمريكي بقيادة الرئيس ترامب.
وماذا بشأن المراحل التالية من اتفاق غزة؟
نعمل على تنفيذ المراحل الأخرى من الاتفاق بشكل حثيث مع الزملاء المصريين والبلدان الأخرى، وهناك عدد من البنود الخاصة بالمراحل التالية ونأمل أن تكون ناجحة.
ويجري العمل على عدد من البنود والتفاصيل الخاصة للتحضير للمرحلة التالية في غزة بدعم الدول العربية والإسلامية والأوروبية، وفريق عمل أمريكي كبير بقيادة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو والمبعوث ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر مع تصميم الرئيس ترامب على النجاح في ذلك.
وكيف تنظرون للدور المصري في إيقاف حرب غزة؟
فريق عمل الرئيس السيسي بذل دورًا محوريًا للتوصل لهذا الاتفاق التاريخي الذي حظي بدعم دولي غير مسبوق، والرئيس ترامب شكر مصر على دورها في الاتفاق خاصة الدور الكبير في آخر مراحل التفاوض التي جرت في مدينة شرم الشيخ، ورحب ترامب بالشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، كما تستمر مصر في تقديم العمل الكبير في تنسيق باقي مراحل الاتفاق التالية.
وهل هناك مقترحات أمريكية جديدة بشأن أزمة سد النهضة؟
الولايات المتحدة الأمريكية مستعدة للوساطة بين مصر وإثيوبيا، بشأن أزمة سد النهضة، فنحن نعلم أن مسألة المياه وجودية لمصر، ونعمل على الوصول لحل ودي بين الطرفين لإنهاء الأزمة.
وقد بحثنا أزمة سد النهضة خلال زيارة إلى أديس أبابا الشهر الماضي، وعبر رئيس الحكومة الإثيوبية آبي أحمد خلال خطابه أمام البرلمان الإثيوبي بشكل واضح وطلب الوساطة الأمريكية للوصل إلى حل سلمي للتفاهم على كل المسائل، والتفاصيل التقنية.
وماذا عن الأزمة في السودان ومصير صراع الجيش والدعم السريع؟
لقد طرحنا مبادرة هدنة إنسانية في السودان وقدمنا ذلك للجيش السوداني والدعم السريع، وهي قيد الدراسة الآن مع طرفي النزاع، ولا يوجد أي تفاوض مباشر بين الطرفين، ونعمل مع طرفي النزاع في السودان ودول الرباعية (مصر وأمريكا والسعودية والإمارات) للوصل إلى اتفاق، والمقترح يتكون من مرحلتين، الأولى 3 أشهر، والثانية 9 أشهر، ونحن نتواصل مع الجيش والدعم السريع بشأن ذلك.
وهناك تجاوب من طرفي النزاع ونعمل الآن على التفاصيل الأخيرة التي تتطلب بعض الوقت بشأن الاتفاق، خاصة آليات المراقبة والمتابعة لتنفيذ الاتفاق، والهدف من ذلك أن يكون هناك تفاهم كامل حول الهدنة في السودان، ونعول على حكمة الفريقين للتوصل إلى الاتفاق، ونسعى للوصل إلى حوار وطني وحل سوداني سوداني للوصل إلى الحل الذي يجب أن يكون حل سوداني سوداني.
وهناك العديد من الدول بجانب دول الرباعية التي ترغب في تقديم المساعدة لحل أزمة السودان، لكن جرى التدخل في الصراع السوداني من قبل بلدان عديدة لدعم أحد طرفي النزاع، وهذا لا تقبل به الولايات المتحدة، وترفضه دول الرباعية لوقف أي دعم خارجي عسكري ولوجيستي في الصراع السوداني، ونخشى من تكرار سيناريو الأزمة الليبية خاصة بعد سيطرة الدعم السريع على الفاشر، ونحن ضد مبدأ الحكومات المتوازية ولا نشجع ذلك ولا نعترف به.
وهناك لجنة متابعة من قبل الولايات المتحدة لطرفي النزاع في السودان بهدف إيصال المساعدات الإنسانية لكامل الأراضي السودانية في أسرع وقت ممكن، وتمكنا خلال الأسابيع الماضية من إيصال المساعدات لمناطق عديدة في مدينة الفاشر التي تشهد أزمة كبيرة.
والشق الإنساني في أزمة السودان مهم للغاية، خاصة ما يحدث في مدينة الفاشر مؤخرًا من انتهاكات ندينها بأشد العبارات، ونحن نعلم أن هناك 25 مليون سوداني اليوم بحاجة لمساعدات إنسانية، لذلك يجب العمل بشكل فوري لإنهاء الأزمة ونحن ننسق في ذلك مع جميع المنظمات الدولية والإنسانية، والشعب السوداني عانى كثيرًا وبينما نحن نتحدث في مصر نعلم أن هناك ملايين من السودانيين نزحوا إلى مصر، والقاهرة تستضيفهم كأهل بلد وليس كنازحين ويعيشون بين المجتمع المصري ولديهم إمكانية للوصل إلى جميع الخدمات التي تقدمها لهم الدولة المصرية مشكورة على ذلك.
وماذا عن إمكانية لقاء البرهان وحميدتي؟
نحن لم نعلن عن أي لقاء محتمل وهناك تواصل مع الطرفين بشكل منفصل، ولم تكن هناك أي مفاوضات بشأن ذلك ونأمل في التوصل لاتفاق قريبًا.
وكيف تخطط الولايات المتحدة وأوروبا للتعامل المشترك مع مشكلة الهجرة غير الشرعية من إفريقيا؟
أزمة الهجرة غير شرعية من القارة الإفريقية أمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا وللشركاء الآخرين، ونحن تطرقنا لهذا الأمر بشكل واضح من خلال جلسات الحوار الاستراتيجي الأمريكي المصري التي عقدت في القاهرة وسيكون هناك المزيد من التفاصيل لاحقًا حول هذا الأمر.
وهذا موضوع هام جدًا وتم النقاش فيه كثيرًا وهناك العديد من المبادرات والحلول المقترحة والتنسيق بشكل دائم مع الأطراف المعنية للإنهاء أزمة الهجرة غير الشرعية من القارة الإفريقية.
وما هي المبادرات الاقتصادية التي تستعد أمريكا لتقديمها لإفريقيا بالشراكة مع أوروبا في ظل وجود المبادرة الصينية "الحزام والطريق"؟
نعمل على تقديم العديد من المبادرات فيما يتعلق بالتعاون والتنمية في القارة الإفريقية، والرئيس دونالد ترامب قال إنه يرى مستقبل العلاقة بين الولايات المتحدة وإفريقيا في التجارة، وليس المساعدات، مع التركيز على الفرص التجارية والاستثمار بين أمريكا ودول القارة الإفريقية.
وكيف تخطط إدارة ترامب لتنسيق السياسة الأمريكية في إفريقيا مع الشركاء الأوروبيين في ظل وجود نفوذ لروسيا والصين في القارة؟
ننسق لحل مختلف الأزمات في القارة الإفريقية، لأن وجود توتر في هذه المنطقة يؤثر على الولايات المتحدة والعالم أجمع، لذلك فأن حل الأزمات هو نهج هام نعمل عليه الآن.
وبشأن ذلك، فأن توحيد السودان ووحدته أولوية للعالم وللولايات المتحدة، لأن عدم الاستقرار الإقليمي في هذه المنطقة يمكن أن يؤدي إلى أمور خطيرة جدًا، فضلًا عن أن هناك حالة عدم استقرار في البلدان المجاورة في القرن الإفريقي مثلًا، وأمن الملاحة في البحر الأحمر، فسلامة الملاحة وأمنها في البحر هو أمر استراتيجي وهام للولايات المتحدة.
