نجل عبد الناصر: والدي رفض بيع معابد مصر للأمريكان عام 1958
كشف عبد الحكيم عبد الناصر، نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، تفاصيل واقعة تاريخية موثقة في كتب الدكتور ثروت عكاشة، وزير الثقافة الأسبق، قائلًا إن عام 1958 شهد عرضًا أمريكيًا رسميًا لشراء جميع معابد وآثار النوبة المهددة بالغرق عقب بناء السد العالي.
نجل عبد الناصر: حملة إنقاذ آثار النوبة كانت ملحمة وطنية
وأوضح خلال تصريحات تليفزيونية، أن العرض قدّمه السفير الأمريكي في القاهرة إلى الدكتور ثروت عكاشة، بحضور مدير متحف المتروبوليت بنيويورك، مقابل مبالغ مالية كبيرة، لكن الرئيس عبد الناصر رفضه بشكل قاطع، قائلًا: "هم رفضوا يساهموا في بناء السد العالي وجايين ينهبوا ثرواتنا؟"
وأضاف عبد الحكيم عبد الناصر أن الدكتور ثروت عكاشة عرض بعد ذلك على الرئيس خطة لإنقاذ آثار النوبة من خلال حملة دولية تحت رعاية منظمة اليونسكو، مشيرًا إلى أن عبد الناصر وافق فورًا ووجّه الدولة بتوفير الدعم المالي والسياسي اللازم، لتتحول الحملة إلى ملحمة عالمية استمرت 10 سنوات، نجحت خلالها مصر وشركاؤها في إنقاذ معابد فيلة وأبو سمبل وكلابشة وغيرها.
وأشار إلى أن تكلفة المشروع آنذاك بلغت 80 مليون دولار، أي ما يعادل نحو 9 مليارات دولار بأسعار اليوم، موضحًا أن مصر تحملت ثلث التكلفة، والدول المانحة ثلثًا آخر، فيما تكفلت اليونسكو بالباقي.
كما أوضح أن منح بعض المعابد الصغيرة مثل معبد دندور لأمريكا ومعبد دابو لإسبانيا ومعبد طافا لهولندا جاء في إطار رسمي موثق، كمقابل رمزي لمشاركة تلك الدول في تمويل الحملة، مؤكدًا أن هذه القرارات تمت تحت إشراف لجنة مصرية من كبار علماء الآثار وبموافقة الدولة المصرية.
واختتم عبد الحكيم عبد الناصر قائلًا: "كانت الحملة معجزة حضارية حقيقية.. أجيال كتير ما شافوش حجم الجهد اللي اتبذل وقتها، لكن العالم كله شهد على عبقرية المصريين اللي أنقذوا تاريخهم من الغرق".



