عيون المياه الكبريتية.. متعة السياحة في واحة سيوة بمطروح
وسط قلب الصحراء الغربية، وعلى بُعد أكثر من 800 كيلومتر من القاهرة، تقع واحة سيوة، تلك الجوهرة الطبيعية التي تأسر زائريها بجمالها الهادئ وتاريخها العريق.
ولكن ما يميز سيوة حقًا، إلى جانب معالمها الأثرية وواحات النخيل والزيتون، هو وجود عيون المياه الكبريتية التي أصبحت مقصدًا رئيسيًا لعشّاق الاستشفاء والسياحة البيئية.
شلالات من الشفاء الطبيعي
تضم واحة سيوة أكثر من 200 عين طبيعية، تتنوع بين عيون باردة وأخرى ساخنة، أشهرها عين كليوباترا، وعين جعفر، وعين فنطاس، وعين الدكرور، التي يقصدها السياح من داخل مصر وخارجها للاستمتاع بالمياه الغنية بالكبريت والمعادن المفيدة للجسم.



تُعرف هذه المياه بقدرتها على علاج أمراض الجلد والمفاصل والروماتيزم، إضافة إلى دورها في تنشيط الدورة الدموية وتحسين الحالة النفسية بفضل أجواء الواحة الهادئة.
عين كليوباترا.. سحر الأسطورة
يُقال إن الملكة كليوباترا نفسها كانت تستحم في هذه العين الدائرية الجميلة، التي تحيط بها أشجار النخيل والزيتون من كل جانب. ويستمتع الزائر اليوم بالسباحة في مياهها الصافية، في تجربة تجمع بين الاسترخاء والأسطورة والتاريخ.
الدكرور.. العلاج بالرمال والمياه
أما منطقة جبل الدكرور فهي وجهة أخرى يقصدها السياح للعلاج الطبيعي، حيث يتم الجمع بين الدفن في الرمال الساخنة والمياه الكبريتية في تجربة فريدة من نوعها. خلال فصل الصيف، يقصدها مئات الزائرين طلبًا للشفاء من آلام المفاصل والروماتويد، وسط طقوس شعبية مميزة تنتهي باحتفالات محلية تضفي أجواء روحانية على المكان.
سياحة بيئية ومستقبل واعد
تسعى وزارة السياحة والآثار المصرية إلى تطوير سيوة وتحويلها إلى وجهة عالمية للسياحة البيئية والعلاجية، مع الحفاظ على طابعها البدوي الأصيل. فعيون المياه الكبريتية لا تمثل مجرد موارد طبيعية، بل هي تراث متجدد يجمع بين جمال الطبيعة وعمق التاريخ.


