الذرة الرفيعة والفونيو.. حبوب منسية قد تنقذ العالم من أزمات الغذاء وتغير المناخ
في ظل التغيرات المناخية المتسارعة وازدياد التحديات الزراعية في العالم، توصل العلماء إلى حبوب قديمة قد تحمل مفتاح الأمن الغذائي للمستقبل، وهي الذرة الرفيعة والفونيو، اللتان توصفان اليوم بأنهما الغذاء الخارق القادم لما تتميزان به من قدرة عالية على مقاومة الجفاف وقيمة غذائية استثنائية.
الذرة الرفيعة والفونيو
الذرة الرفيعة، تُزرع منذ أكثر من 4000 عام في المناطق القاحلة بأفريقيا وآسيا، وتعود اليوم لتتصدر المشهد كأحد أهم المحاصيل الواعدة لمواجهة تحديات تغير المناخ.
وبحسب دراسة نُشرت في مجلة علوم الغذاء، يمكن لهذا النبات النمو في تربة فقيرة وبكميات قليلة من المياه، كما يتحمل درجات حرارة مرتفعة، ما يجعله بديلًا مثاليًا للحبوب التقليدية مثل القمح والذرة.
ويمتاز هذا النبات بقدرته الطبيعية على الاحتفاظ برطوبة التربة، وهو ما يمنحه ميزة إضافية في المناطق الجافة، لذلك، بدأت شركات زراعية كبرى في الولايات المتحدة وأفريقيا بالاستثمار في زراعته وترويجه كمصدر غذاء مستدام وصحي.
وتُعرف الذرة الرفيعة بأنها غنية بالبروتينات والحديد والألياف ومضادات الأكسدة، كما أنها خالٍة من الغلوتين، مما يجعلها مناسبة لمن يعانون من حساسية القمح.
ويعتبرها خبراء التغذية حبوبًا فائقة لأنها تجمع بين الاستدامة والتغذية المتوازنة، حيث تساعد على تنظيم مستوى السكر في الدم وتعزيز المناعة وصحة القلب بفضل احتوائها على مركبات البوليفينولات والعفص المضادة للالتهابات.
كما بدأت الذرة الرفيعة تدخل بقوة إلى المطبخ العصري، حيث تُستخدم في صناعة الخبز والبسكويت والمشروبات النباتية، بفضل طعمها الخفيف وقوامها القريب من الأرز أو الكينوا.
ولا تقتصر الثورة الغذائية على الذرة الرفيعة فقط، فحبوب الفونيو (Digitaria exilis) القديمة بدأت بدورها تكتسب أهمية متزايدة.
وينحدر الفونيو من منطقة الساحل الأفريقي، ويتميّز بقدرته على النمو في تربة فقيرة وقاحلة خلال فترة قصيرة لا تتجاوز ثمانية أسابيع.
