بعد شكوك إصابة أنتوني هوبكنز بها.. ماهي متلازمة أسبرجر؟
أثار الممثل العالمي أنتوني هوبكنز، الذي يتمتع بمسيرة فنية حافلة، الجدل مؤخرًا بعد تصريحاته بشأن معاناته من متلازمة أسبرجر، وفي حديثه مع صحيفة صن داي تايمز، رفض هوبكنز تمامًا حديث زوجته، ستيلا أروييف، بشأن إصابته بهذا الاضطراب العصبي.
هل يعاني أنتوني هوبكنز من متلازمة أسبرجر؟
قال هوبكنز: لم أكن أعرف عمّا تتحدث. لا أصدقها حتى، وأضاف، مُعبرًا عن استهجانه: كل هذه المصطلحات مثل اضطراب فرط الحركة، الوسواس القهري، متلازمة أسبرجر، كلها هراء، هذه مجرد تسميات، من يهتم؟.
وفيما يخص الأسباب التي جعلت زوجته تطرح هذا التشخيص، قال هوبكنز إنه كان شخصًا مهووسًا بالتفاصيل والنظام، وكان يحب كل شيء مرتبًا، ما دفع ستيلا إلى الاعتقاد بأنه قد يكون مصابًا بمتلازمة أسبرجر، وهي جزء من اضطرابات طيف التوحد.
وهذه التصريحات ليست الأولى من نوعها في عالم المشاهير، حيث لطالما شهدنا تصرفات وسلوكيات تثير التساؤلات حول وجود اضطرابات طيف التوحد في حياة العديد منهم، بينما يرفض البعض الانصياع لهذا التشخيص، وذكر هوبكنز في حديثه أنه كان شخصًا مشاكسًا، متقلب المزاج، ومنعزل، مشيرًا إلى صعوبة تكوين صداقات في طفولته، وهو ما قد يكون من سمات متلازمة أسبرجر.
ما هي متلازمة أسبرجر؟
كانت متلازمة أسبرجر تُعتبر تشخيصًا مستقلًا في الماضي، لكنها الآن جزء من اضطراب طيف التوحد (ASD)، ويُصنف هذا الاضطراب على أنه صعوبة في التواصل الاجتماعي وفهم مشاعر الآخرين، مع تفضيل العزلة والاهتمام المكثف بمجالات معينة، ويُلاحظ عادة في الأطفال، وقد يتأخر التشخيص إلى مرحلة البلوغ، مما قد يخلق تحديات إضافية في تحديد العلاج المناسب.
وعلى الرغم من أن هوبكنز يرفض التشخيص، إلا أن تصرفاته تشير إلى بعض السمات التي قد تتطابق مع أعراض متلازمة أسبرجر، مثل الاهتمام المفرط بالتفاصيل، التردد في التفاعل الاجتماعي، ورفض المواقف الاجتماعية، كما ظهر جليًا في تعاملاته مع جوائز الأوسكار، حيث تجنب حضور الحفل في مناسبتين مختلفتين، بل ونام خلال فوزه بجائزة أفضل ممثل عن فيلم الأب في 2021.
وأشار الخبراء إلى أن التوحد بشكل عام يُعد اضطرابًا عصبيًا مؤثرًا على التفاعل الاجتماعي وتفسير العالم من حولهم.
وفي تصريح للدكتور إريك ميلر، أستاذ في الطب النفسي بجامعة نيويورك، قال: بينما قد يرفض البعض تصنيفات مثل أسبرجر، إلا أن التشخيص يمكن أن يساهم في فهم سلوكيات الأفراد بشكل أفضل.
ولا يوجد علاج حاليًا لمتلازمة أسبرجر أو اضطراب طيف التوحد، ولكن العلاجات التي تتضمن العلاج السلوكي أو العلاج النطقي قد تساهم في تحسين الأعراض، وبالرغم من غياب التشخيص الرسمي لهوبكنز، يرى البعض أن مثل هذه التصريحات قد تساهم في فتح باب النقاش حول كيفية فهم ومعالجة التوحد في المجتمع، خاصةً في مرحلة البلوغ.


