زهران ممداني.. من مغني راب إلى أول مسلم يتولى رئاسة بلدية نيويورك
فاز زهران ممداني، النائب الديمقراطي الاشتراكي البالغ من العمر 34 عامًا، بمنصب عمدة مدينة نيويورك بعد أن هزم منافسيه، الحاكم السابق أندرو كومو والمرشح الجمهوري كيرتس سلو، ليصبح أول مسلم يتولى رئاسة بلدية المدينة.
ماذا نعرف عن زهران ممداني؟
وبحسب وكالة أسوشيتد برس، يصبح أول من وُلد في إفريقيا والأول من أصول جنوب آسيوية يصل إلى هذا المنصب، فضلًا عن كونه أصغر عمدة تولى نيويورك منذ أكثر من قرن.
كان ممداني، الذي عمل سابقًا مستشارًا للوقاية من حجز العقارات ومغني راب في بداياته، قد دخل سباق الانتخابات في أكتوبر الماضي، وكان حينها وجهًا غير معروف لغالبية سكان المدينة، بحسب وكالة أسوشيتد برس.
وُلد ممداني في أوغندا، ونشأ في كيب تاون بجنوب إفريقيا، ثم انتقل إلى مدينة نيويورك في السابعة من عمره، والتحق بمدرسة برونكس الثانوية المرموقة للعلوم، وتخرج بدرجة بكالوريوس في الآداب من كلية بودوين، وهو ابن محمود ممداني، الأستاذ في جامعة كولومبيا، وميرا ناير، المخرجة الهندية التي من بين أعمالها فيلم ميسيسيبي ماسالا.
الحياة السياسية
وتمكن ممداني خلال أشهر قليلة من إحداث مفاجأة سياسية مدوية حين تفوق على كومو في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية في يونيو، قبل أن يؤكد فوزه في الجولة العامة.
وفي خطاب النصر، تعهد ممداني بالعمل يوميًا لجعل المدينة أفضل لسكانها، مؤكدًا أن أولويته هي تحسين حياة المواطنين العاديين وخفض تكاليف المعيشة.
وقاد ممداني حملته الانتخابية على أساس رؤية تقدمية ركزت على قضايا العدالة الاجتماعية، متعهدًا بتطبيق سياسات طموحة تشمل توفير رعاية أطفال مجانية، ومواصلات عامة مجانية بالحافلات، وتجميد الإيجارات للمقيمين في الشقق الخاضعة للرقابة، إضافة إلى بناء مساكن بأسعار معقولة تمولها ضرائب أعلى على الأثرياء. كما طرح فكرة إنشاء متاجر بقالة تديرها المدينة لمواجهة ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
ومنذ فوزه في الانتخابات التمهيدية، خفف ممداني من لهجته تجاه جهاز الشرطة، وتراجع عن منشور قديم دعا فيه إلى خفض تمويل شرطة نيويورك واعتذر علنًا لضباطها بعد وصفه سابقًا للمؤسسة بأنها عنصرية.
وأكد أنه رغم انتمائه إلى الاشتراكيين الديمقراطيين في أمريكا، فإنه لا يتبنى جميع مواقفهم المثيرة للجدل، خصوصًا ما يتعلق بإلغاء عقوبات السجن الإلزامية لبعض الجرائم.
وفي الأسابيع الأخيرة من الحملة، واجه ممداني خطابًا معاديًا للإسلام، فاختار الرد بتأكيد اعتزازه بهويته الدينية، وأمام مسجد في برونكس، تحدث عن المعاناة التي عاشها المسلمون في المدينة، مؤكدًا أنه لن يخفي إيمانه بعد الآن، بل سيجعل منه مصدر قوة وإلهام.
