هل يجوز الجهر بالقراءة خلال صلاتي الظهر والعصر؟.. أمين الفتوى يجيب
أجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، على عدد من تساؤلات الجمهور بشأن أحكام الصلاة والوضوء.
وتلقت دار الإفتاء سؤالًا من إحدى المتابعات قالت فيه: أنا بصلي الظهر والعصر وبجهر بالقراءة.. هل ده يجوز؟، ليؤكد أمين الفتوى أن الصلوات الجهرية هي الفجر والمغرب والعشاء، بينما الظهر والعصر هما سريّتان، يُقرأ فيهما القرآن سرًا دون رفع الصوت سواء للإمام أو المأموم أو المنفرد.
وأشار إلى أن من رفع صوته بالقراءة في الظهر أو العصر سهوًا أو نسيانًا، فصلاته صحيحة تمامًا، ولا تحتاج إلى سجود سهو، لأن ذلك من هيئات الصلاة وليس من أركانها أو واجباتها.
يجوز رفع الصوت قليلًا
وأوضح أنه يجوز رفع الصوت قليلًا فقط بقدر ما يسمع المصلي نفسه إذا كان ذلك يعينه على التركيز والخشوع أو يخفف من الوسوسة، معتبرًا أنه لا يُعد جهرًا مخالفًا للسنة بل وسيلة لاستحضار القلب.
كما أكد أن من جهر عمدًا في صلاة سرية فقد خالف السنة، لكن صلاته صحيحة ولا تُعاد، مشددًا على أن الأصل في الظهر والعصر هو القراءة سرًّا اتباعًا لهدي النبي ﷺ.
حكم الكلام خلال الوضوء
وفي سياق آخر، تلقى شلبي سؤالًا آخر من أحد المتابعين حول حكم الكلام أثناء الوضوء، جاء فيه: هل يجوز الكلام خلال الوضوء؟، موضحًا أن السنة أن يتوضأ الإنسان وهو صامت، فلا يتكلم إلا لحاجة أو ضرورة، لأن الوضوء عبادة يُستحب أن تُؤدى بخشوع وهدوء واستحضار للنية.
وأضاف أن الكلام خلال الوضوء لا يُبطل الوضوء، وإنما يُعد مخالفة للأفضل، حيث إن الأولى للمسلم أن ينشغل بالذكر والدعاء مثل قوله: "اللهم طهر وجهي من الذنوب، اللهم اغسلني من الخطايا"، فذلك أدعى لاستحضار معنى الطهارة الحقيقية. وتابع أن بعض العلماء قالوا إن ترك تنشيف الأعضاء بعد الوضوء من السنة، لأن الماء الخارج يحمل الذنوب والخطايا، مستشهدًا بالحديث الشريف: «إذا توضأ العبد المؤمن فغسل وجهه، خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه».
واختتم أمين الفتوى توضيحاته بالتأكيد أن الكلام خلال الوضوء لا يفسده ولا ينقص ثوابه، لكنه يحرم الإنسان من لذّة الخشوع والروحانية المصاحبة لعبادة الطهارة، لذا يُفضَّل الالتزام بالهدوء واستشعار أن مع كل قطرة ماء تُغسل الخطايا.
