النفط يهبط دون 60 دولارًا للبرميل وسط مخاوف من فائض الإمدادات
شهدت أسعار النفط تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء، في ظل استمرار ضعف التداولات، مع تركيز المستثمرين على بيانات المخزونات الأمريكية المتباينة وتوقعات فائض الإمدادات العالمية خلال الفترة المقبلة.
فقد هبطت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 1.43% لتستقر عند 63.52 دولارًا للبرميل، كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 1.59% ليُغلق دون مستوى 60 دولارًا للبرميل، وهو مستوى يُنظر إليه كمؤشر فني رئيسي قد يدفع إلى عمليات شراء في حال تجاوزه صعودًا، وظلت الأسعار تتحرك في نطاق ضيق يبلغ نحو دولارين منذ بداية الأسبوع الماضي.
أكبر زيادة في المخزونات الأمريكية منذ يوليو
تعرضت الأسعار لضغوط إضافية بعد صدور بيانات حكومية أمريكية أظهرت ارتفاع مخزونات الخام بمقدار 5.2 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 31 أكتوبر، وهو أكبر ارتفاع منذ يوليو الماضي، رغم أنه جاء دون تقديرات بعض المؤسسات الصناعية.
وفي المقابل، تراجعت مخزونات المنتجات النفطية بمختلف أنواعها، في إشارة إلى استمرار الطلب القوي مما حدّ من التأثير السلبي للبيانات.
وقال مات سميث، كبير محللي النفط في الأمريكيتين لدى شركة Kpler لتحليل بيانات السوق، إن ارتفاع الواردات وضعف نشاط التكرير خلال فترة الصيانة الموسمية ساهما في زيادة المخزونات، مضيفًا أن تراجع شحنات الصادرات الأمريكية عن الأرقام المعلنة من إدارة معلومات الطاقة ساهم بدوره في تراكم الخام.
فائض المعروض العالمي يضغط على الأسعار
وتراجع سعر الخام الأمريكي المرجعي بنحو 14% منذ بداية العام، في ظل ارتفاع إنتاج تحالف "أوبك+" والدول من خارج المنظمة، ما عزز المخاوف من تشكّل فائض عالمي في المعروض.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "ميركوريا" (Mercuria) لتجارة السلع، خلال مشاركته في مؤتمر "أديبك" بأبوظبي، إن الفائض المتوقع في سوق النفط قد يصل إلى مليوني برميل يوميًا خلال العام المقبل.
تحركات في السوق الهندية
وفي سياق متصل، باعت شركة "ريلاينس إندستريز" (Reliance Industries) الهندية، وهي من أكبر مشتري الخام في آسيا، شحنة من النفط العراقي لمصفاة أوروبية. ولم تُعرف الأسباب وراء هذه الخطوة، غير أن المراقبين يرجحون أن يكون نشاط المصافي الهندية تحت مراقبة متزايدة بعد العقوبات الأمريكية الأخيرة على شركتين روسيتين لإنتاج النفط، وهو ما قد يدفع نيودلهي إلى تنويع مصادر وارداتها النفطية خلال الفترة المقبلة.
