هبط 8%.. أكبر تراجع تاريخي لـ سعر الدولار مقابل الجنيه خلال آخر 6 أشهر وخبراء يكشفون السبب
هبط سعر الدولار مقابل الجنيه بأكثر من 4 جنيهات، خلال آخر 6 أشهر من العام الجاري 2025 بنسبة وصلت إلى 8%، مدفوعًا بارتفاع احتياطي النقد الأجنبي، وزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وزيادة ميكنة القطاع الخاص المحلي والعالمي نحو التنمية والتطوير بالتنسيق الكامل عن طريق الشراكة لا البيع بين الحكومة والشركات.
أكبر تراجع تاريخي لـ سعر الدولار مقابل الجنيه
وبحسب بيانات البنك المركزي المصري، انخفض سعر الدولار مقابل الجنيه خلال آخر 6 أشهر في البنك المركزي المصري، بنسبة متقاربة من 8%، خلال آخر 6 أشهر، لينخفض سعر البيع من 51.46 جنيه في 7 أبريل 2025، إلى مستوى متقارب من 47.41 جنيه في ختام تعاملات أمس الخميس 6 نوفمبر.
كما تراجع سعر شراء الدولار في البنك المركزي المصري، بأكثر من 4 جنيهات، حيث انخفض من 51.33 جنيه في مطلع أبريل إلى 47.28 جنيه في ختام تعاملات أمس، مع تباين العملات الأجنبية المختلفة، وصعود كبير للعملة المحلية.
الاحتياطيات الأجنبية في مصر
وقفز صافي الاحتياطيات الأجنبية في مصر إلى 49.533 مليار دولار في نهاية شهر سبتمبر 2025، مع نزول معدل التضخم الأساسي في مصر ليسجل 11.3% في نفس الشهر، بحسب بيانات البنك المركزي المصري والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
الانخفاض الملحوظ في سعر الدولار
وتعليقا على ذلك قال الدكتور عز الدين حسنين، الخبير الاقتصادي، إن الانخفاض الملحوظ في سعر الدولار أمام الجنيه خلال الأيام الماضية يعكس تحسنًا فعليًا في مؤشرات الاقتصاد المصري، وليس مجرد حركة مؤقتة في سوق الصرف.
وأوضح أن هذا التراجع جاء نتيجة تزايد موارد النقد الأجنبي لدى الدولة، سواء من خلال ارتفاع حصيلة الصادرات، أو زيادة تحويلات المصريين بالخارج، إلى جانب النمو الكبير في قطاع السياحة خلال العام الحالي.
وأضاف حسنين، في تصريح لـ القاهرة 24، أن السياسات النقدية المتوازنة التي يتبعها البنك المركزي المصري لعبت دورًا أساسيًا في ضبط السوق الموازية، وإعادة الانضباط لحركة العملات الأجنبية، مما أسهم في استقرار سعر الصرف تدريجيًا.
وأشار إلى أن الجهود المبذولة لتعزيز الشفافية المالية وتسهيل حركة الاستثمار ساعدت في رفع ثقة المؤسسات الدولية في الاقتصاد المصري.
وأكد الخبير الاقتصادي أن استمرار هذا الاتجاه الإيجابي يتطلب الحفاظ على زخم الإصلاحات، وتشجيع الأنشطة الإنتاجية والصناعية لزيادة الصادرات، لافتًا إلى أن تحسن التصنيف الائتماني لمصر وتراجع معدلات التضخم تدريجيًا يمثلان إشارات قوية على تعافي الاقتصاد، ما يعزز من فرص الجنيه في مواصلة الأداء القوي أمام الدولار خلال الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن صفقة تطوير منطقة رأس الحكمة الموقعة بين الحكومة المصرية وتحالف استثماري إماراتي، والتي تُعد واحدة من أكبر صفقات الاستثمار العقاري والسياحي في تاريخ البلاد، كان لها دور محوري في تعزيز احتياطي النقد الأجنبي ورفع ثقة الأسواق العالمية في الاقتصاد المصري، مؤكدًا أهمية الصفقة الجديدة بمنطقة علم الروم في الساحل الشمالي، والتي تستهدف جذب استثمارات ضخمة في مجالات السياحة والبنية التحتية والخدمات، بما يرسخ مكانة مصر كمركز إقليمي لجذب رؤوس الأموال العربية والأجنبية.
وأكد أن تدفق هذه الاستثمارات الاستراتيجية أسهم في زيادة المعروض من الدولار داخل النظام المصرفي، وخلق حالة من التوازن بين العرض والطلب على العملة الأجنبية، ما انعكس بشكل مباشر على قوة الجنيه واستقرار السوق المالية.
كما أشار إلى أن هذه المشروعات الكبرى تمثل نموذجًا ناجحًا للشراكة بين الدولة والقطاع الخاص، وتؤسس لمرحلة جديدة من النمو الاقتصادي المستدام.
من جانبه، قال الدكتور مصطفى بدري، المحلل المالي وخبير الاستثمار، إن التحسن الملحوظ في أداء الجنيه المصري يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتحولات الإيجابية التي يشهدها مناخ الاستثمار في مصر خلال الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى أن الإجراءات الحكومية لتسهيل تأسيس الشركات وتبسيط التراخيص جذبت رؤوس أموال جديدة إلى السوق المحلية.
وأوضح بدري، لـ القاهرة 24، أن الدولة نجحت في بناء بيئة استثمارية أكثر استقرارًا من خلال حزمة من الحوافز الضريبية والجمركية التي شجعت الشركات العالمية على التوسع وضخ استثمارات مباشرة في قطاعات الصناعة والطاقة المتجددة وتكنولوجيا المعلومات، وهو ما ساهم في زيادة تدفقات الدولار عبر القنوات الرسمية ورفع الاحتياطي النقدي الأجنبي.
وأضاف خبير الاستثمار أن الاستقرار النسبي في السياسات المالية والنقدية، إلى جانب توسع الدولة في مشروعات البنية التحتية والمناطق الصناعية، عزز من ثقة المستثمرين المحليين والأجانب على حد سواء.
وأكد أن هذه التطورات مجتمعة جعلت السوق المصرية أكثر قدرة على امتصاص التقلبات الخارجية، ما يعزز من توقعات استمرار تحسن الجنيه واستقرار الأسواق المالية خلال الفترة المقبلة.



