محمية طابا.. جوهرة جنوب سيناء وسحر الطبيعة بين التاريخ والحياة البرية
تُعد مدينة طابا بجنوب سيناء إحدى أجمل المدن السياحية، لما تتميز به من طبيعة خلابة تجمع بين سحر الجبال، ونقاء الشواطئ، وتنوع الحياة البرية، إضافة إلى ما تحويه من آثار تاريخية تعود لأكثر من 5 آلاف عام، جعلت منها مقصدًا مميزًا لعشّاق السياحة البيئية والتاريخية على حد سواء.
محمية طابا الطبيعية
ومن أبرز معالم المدينة محمية طابا الطبيعية، التي تُعد من أهم وأجمل المحميات في مصر، وتقع على الحدود المصرية الفلسطينية بالمنطقة الجنوبية الغربية لطابا، وتكتسب المحمية مكانة خاصة، إذ كانت من المناطق التي حاول العدو الإسرائيلي التمسك بها خلال الاحتلال، إلا أن الجيش المصري استعادها كاملة دون التفريط في شبر واحد من أرض الوطن، لتظل رمزًا للعزة والسيادة المصرية.
تم الإعلان عن محمية طابا كمحمية طبيعية عام 1989، وتغطي مساحة شاسعة تبلغ نحو 3500 كيلومترًا مربعًا، وتضم تكوينات جيولوجية فريدة ومواقع أثرية تعود لآلاف السنين، إلى جانب تنوع بيولوجي نادر يشمل مئات الأنواع من الكائنات الحية، وتُعد موطنًا لأكثر من 480 نوعًا من الطيور البرية التي تعيش في قمم الجبال، فضلًا عن العديد من الحيوانات النادرة المهددة بالانقراض.
وتحتوي المحمية أيضًا على شعاب مرجانية خلابة تجذب محبي الغوص واستكشاف أعماق البحر الأحمر، كما تنتشر بها العيون المائية العذبة مثل عين حضرة في وادي غزالة وعين فورتاجا في وادي وتير، والتي تضفي على المكان طابعًا فريدًا يجمع بين الجمال الطبيعي والحياة البيئية المتنوعة.
ولا تقتصر زيارة طابا على التمتع بجمال الطبيعة، بل تمتد إلى التعرف على التراث البدوي الأصيل والتعايش مع سكان المنطقة المحليين الذين حافظوا على عاداتهم وتقاليدهم القديمة، إضافة إلى إمكانية زيارة المواقع الأثرية التي تعود إلى أكثر من خمسة آلاف سنة.
ويستطيع الزائرون ممارسة مجموعة من الأنشطة السياحية المميزة مثل التخييم والمشي لمسافات طويلة بين الجبال، ومراقبة الطيور، واستكشاف الكهوف والممرات الصخرية المزخرفة بالنقوش الأثرية القديمة، في تجربة سياحية فريدة تجمع بين الاستجمام والمغامرة والتاريخ.


