خلال أسبوع واحد.. رصد اصطدام نيزكين بسطح القمر
شهد القمر في الأيام الأخيرة، ظاهرتين فلكيتين نادرتين تمثّلتا في اصطدام نيزكين صغيرين بسطحه، حيث تمكن الفلكي الياباني الدكتور دايشي فوجي، أمين متحف مدينة هيراتسوكا، من تسجيل ومضاتهما القصيرة من الأرض.
رصد اصطدام نيزكين بسطح القمر خلال أسبوع واحد
ووفقًا للجمعية الفلكية بجدة، وقع الاصطدام الأول في 30 أكتوبر، تلاه الثاني في 1 نوفمبر، بالتزامن مع ذروة زخات شهب الثوريات المعروفة بإنتاجها كرات نارية لامعة.
وتم رصد الومضات باستخدام تلسكوبات موجهة نحو الجزء المظلم من القمر، حيث استمرت كل ومضة نحو 0.1 ثانية فقط، لكنها كانت قوية بما يكفي لتشكيل فوهات جديدة على سطحه.
تشير التقديرات إلى أن النيزك الأول كان جزءًا من شهب الثوريات، ويزن نحو 0.2 كيلوجرام، واصطدم بسرعة 27 كيلومترًا في الثانية، ما أدى إلى تكوين فوهة قطرها نحو 3 أمتار.
أما الاصطدام الثاني، فحدث قرب سهل أوشيانوس بروسيلياروم، أحد أضخم السهول القمرية.
ويُعد غياب الغلاف الجوي عن القمر السبب الرئيسي في بقاء هذه الاصطدامات واضحة، إذ تصل النيازك إلى سطحه بسرعتها الكاملة، مولدة ومضات ضوء وحرارة هائلة تقذف الغبار والمواد القمرية في الفضاء. حتى الصخور الصغيرة قادرة على حفر فوهات يزيد قطرها على 10 أمتار بفعل هذه السرعات الهائلة.
يواصل الدكتور فوجي توثيق مثل هذه الظواهر منذ أكثر من عقد، وسجّل أكثر من 60 اصطداما منذ عام 2020، ما يساعد العلماء على تقدير معدل سقوط الحطام الفضائي على القمر ومقارنته بما يحدث على الأرض.
ويرجح أن الحادثين الأخيرين مرتبطان بشهب الثوريات الجنوبية والشمالية، ومع أن القمر يتلقى الاصطدامات كاملة لقلة حمايته، فإن معظم النيازك التي تتجه نحو الأرض تحترق في الغلاف الجوي قبل الوصول إلى السطح، لتتحول إلى مشاهد سماوية مبهرة تذكّرنا بعظمة الكون وجماله.




