دعاء نهاية العمرة والحمد على التمام.. طواف الوداع واجب أم سُنة؟

يحرص المسلم على دعاء نهاية العمرة، لختام العبادة المحببة للنفوس والتي يتمنى عدم انتهائها وإطالة مناسكها، وهو ما يخالف الشرعالحنيف على الرغم من حسن نية العبد وحبه الشديد لبيت الله الحرام، ويكون دعاء نهاية العمرة أحد العبادات الخاصة بطواف الوداع قبل التحلل الأخير الذي يُخرج المعتمر من الإحرام إلى ممارسة حياته العادية دون قيود الإحرام. وعبر القاهرة 24 نتعرف على نماذج دعاء نهاية العمرة، وأحكام تخص طواف الوداع.

دعاء نهاية العمرة

يمثل دعاء نهاية العمرة، أحد العبادات التي يلتزمها الحاج في طواف الوداع، وهو اللحظات الإيمانية الفارقة بعد رحلة استغرقت أيامًا انتقل فيها من مكان إلى مكان ومن حال إلى حال بالذكر والتسبيح والطاعة، ويتذكر الحاج وهو يطوف تلك البدايات التي بذل فيها جهدًا عظيمًا يجب الحفاظ عليه، فهو لا يدري أيعود مرة أخرى إلى البيت أم لا، والفريضة مرة واحدة في العمر.

ما يحدث من تغيير في نفس الحاج الصادق المستجيب لأمر الله يكفيه إلى نهاية حياته أن يعيش في أنوار هذه الرحلة حتى يلقى الله أيًا كان عمره، وإن منّ الله على العبد وسمح له بالعودة ودعاه مرة أخرى فهو محظوظ، فليكن حرصه على مرضاة ربه أكثر وشكره على النعمة أعظم.

أوضح الدكتور عبد اللطيف سليمان، أحد علماء الأزهر الشريف، أن طواف الوداع يمثل مسك الختام في رحلة الحج، حيث يطوف الحاج حول الكعبة المشرفة سبعة أشواط بنية مغادرة مكة مباشرة بعد الانتهاء من جميع المناسك.

وأضاف: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الطواف قائلًا: "لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت"، وقد اختلف العلماء في حكمه بين الوجوب والسنة المؤكدة، وقد رأى بعض العلماء أن طواف الوداع واجب يلزم بتركه دم، بينما ذهب آخرون إلى أنه سنة لا يلزم بتركه شيء، وهذا هو الرأي المختار عند دار الإفتاء المصرية.

وأشار إلى أن الحاج يؤدى طواف الوداع بعد فراغه من جميع أعمال الحج وعند إرادته السفر من مكة، ليكون آخر عهده بالبيت الحرام كما أمر النبي الكريم، وقد راعت الشريعة الإسلامية ظروف الحجاج العملية، فإذا شغل الحاج بإقامة صلاة في الحرم أو تجهيز أمتعة السفر أو قضاء دين، فلا تلزمه إعادة الطواف لأنه غير مقيم حقيقة.

وأوضح أنه إذا أقام الحاج بمكة إقامة حقيقية بعد طواف الوداع، فيجب عليه إعادته حتى يكون آخر عهده بالبيت قبل مغادرة المدينة المقدسة.

وشدد على أنه من رحمة الإسلام أن الحائض ليس عليها طواف وداع، ولا يلزمها بتركه دم سواء طهرت قبل السفر أم لا، تخفيفًا عليها وتيسيرًا لأمرها، فإذا نزل على المرأة دم الحيض أثناء الحج فإنها تؤدي جميع المناسك من وقوف بعرفة ومبيت بمزدلفة ورمي جمرات، لكنها تؤخر الطواف بالبيت رجاء أن تطهر. فإذا استمر الدم وجاء موعد رحيلها وخافت فوات الرفقة، فإنها تغتسل وتشد على نفسها ما يمنع سيلان الدم وتطوف بالبيت دون مكث أو صلاة في المسجد، وحجها صحيح.

وحول دعاء نهاية العمرة، أوضح أنه من الأدعية المأثورة في طواف الوداع: "اللهم البيت بيتك والعبد عبدك وابن عبدك وابن أمتك، حملتني على ما سخرت لي من خلقك حتى سيرتني إلى بلادك وبلغتني بنعمتك حتى أعنتني على قضاء مناسكك".

يكمل الحاج دعاءه قائلًا: "فإن كنت رضيت عني فازدد عني رضا، وإلا فمن الآن قبل أن ينأى عن بيتك داري، هذا أوان انصرافي إن أذنت لي غير مستبدل بك ولا ببيتك".

من جوامع الدعاء في هذا الموقف: "اللهم فاصحبني العافية في بدني والعصمة في ديني وأحسن منقلبي وارزقني طاعتك ما أبقيتني واجمع لي خيري الدنيا والآخرة إنك على كل شيء قدير".

دعاء الحمدلله على تمام العمرة

ومن نماذج دعاء الحمدلله على تمام العمرة، نعرض ما يلي من أدعية تصنف على أنها دعاء نهاية العمرة:

• اللهم لك الحمد كما هديتنا وأعنتنا على إتمام هذه العمرة المباركة، اللهم تقبل منا، واجعلها خالصة لوجهك الكريم، واغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا.
• الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، اللهم لك الحمد على ما يسرت من أداء العمرة، اللهم اجعلها عمرة مقبولة وسعيًا مشكورًا وذنبًا مغفورًا وعملًا صالحًا مبرورًا.
• سبحانك اللهم وبحمدك، لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك. اللهم تقبل طاعتنا، ولا تجعلها آخر العهد ببيتك الحرام، ووفقنا لحج بيتك وزيارة نبيك يا رب العالمين.
• الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه على ما مننت به علينا من إتمام العمرة، اللهم إنا نسألك أن تكون هذه العمرة كفارة لذنوبنا، ورفعة لدرجاتنا، وثباتًا على دينك.
• اللهم يا ذا الجلال والإكرام، لك الحمد على تيسير أمر العمرة، اللهم تقبلها منا بقبول حسن، واكتب لنا الأجر والثواب، واجعلنا من عبادك الصالحين القانتين.
• اللهم إنا نحمدك على تمام النسك وكمال العبادة، اللهم اجعل في هذه العمرة بركة لنا في الدنيا والآخرة، وتقبلها منا فيمن تقبلت، واغفر لنا وارحمنا أنت خير الغافرين.
• الحمد لله الذي عافانا ورزقنا أداء هذه الشعيرة، اللهم إنا نستودعك هذه العمرة، فتقبلها منا يا كريم، وردنا إلى أهلنا سالمين غانمين بأجر وثواب يا أرحم الراحمين.
• يا فتاح يا عليم، لك الحمد على تمام العمرة، اللهم افتح لنا أبواب رحمتك، وتقبل هذه الطاعة، وألهمنا الإنابة إليك وحسن العبادة لك ما أحييتنا.
• اللهم إنا نسألك ببركة هذه العمرة المغفرة والرحمة، لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت، اللهم تقبل منا القليل، وتجاوز عن التقصير، واكتب لنا أجرًا عظيمًا.
• الحمد لله رب العالمين، اللهم لا تحرمنا أجر هذه العمرة ولا تجعلها آخر العهد ببيتك، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، اللهم اجعلنا ممن قلت فيهم: (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ).