هل يقع الطلاق من خلال رسائل واتساب؟.. أمينة الفتوى ترد
قالت الدكتورة زينب السعيد أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الطلاق بالكتابة من المسائل المهمة التي تتطلب فقهًا دقيقًا وفهمًا لمراد الزوج وسياق الفعل، إذ ليست كل كتابةٍ تتضمن لفظ الطلاق تُعدّ طلاقًا واقعًا في الشرع، وذلك لأن الكتابة محتملة، فقد يقصد بها الزوج أمورًا غير الطلاق كتجربةِ وسيلةِ الكتابة أو لإغاظة الزوجة وإدخال الحزن عليها بتوهم الطلاق دون إرادة حقيقته، ولهذا لم يجعل الفقهاء الكتابة في ذاتها سببًا كافيًا لوقوع الطلاق، بل ربطوا الحكم بالنية وجعلوها من كنايات الطلاق التي لا تؤثر إلا إذا قصد بها الزوج إيقاع الطلاق بالفعل.
هل يقع الطلاق من خلال الاستوري على السوشيال ميديا؟ أمينة الفتوى ترد
وتابعت في تصريحات لـ القاهرة 24: ومن هنا نستطيع أن نقول: إذا كتب الزوج رسالة موجهة إلى زوجته بلفظ طلاقٍ صريحٍ عبر وسيلة من وسائل الاتصال والتواصل الحديثة، كالرسائل النصية Sms، ومراسلات الواتساب ونحوها، فإن الحكم في هذه الحالة يُرجع فيه إلى نيته وقت الكتابة سواء وجهه إلى الزوجة أو غيرها، لأن الكتابة من أقسام الكناية على المختار في الفتوى، وهو مذهب فقهاء الشافعية والحنابلة، وقد بيّنت دار الإفتاء المصرية أن الحكم بوقوع الطلاق بالكتابة لا يُبنى إلا بعد التحقق من جملة ضوابط دقيقة.
وأضافت: أولًا أن يكون الزوج هو صاحب الرسالة المكتوبة بالفعل، وأن تكون الرسالة موجهة من الزوج لمعلومٍ قاصدًا إيصال مضمونها إلى زوجته سواء أرسلها للزوجة أو غيرها، وثانيًا: أن يكون اللفظ المكتوب في الرسالة هو مما يستعمل في الطلاق، وثالثًا: أن يتوفر لدى الزوج قصد إيقاع طلاق زوجته وقت كتابة الرسالة وإرسالها لا قبله ولا بعده، فإن كان عازمًا حينئذٍ على الطلاق، وقع الطلاق، وإن كتب ذلك ولم يكن ناويًا للطلاق، لم يقع الطلاق، ورابعًا: أن يقصد بها إنشاءَ طلاقٍ في الحال، لا الإخبار بطلاقٍ سابقٍ يعتقد وقوعه، أو مجرد الكتابة أو أراد شيئًا آخر غير الطلاق كغَمِّ الزوجة وإدخال الحزن عليها ونحو ذلك.


