النفط يرتفع بعد تراجع حاد وسط توقعات بفائض عالمي ومخاطر الإمدادات
ارتفعت أسعار النفط في ختام تعاملات أمس الخميس، بعد موجة خسائر حادة طالتها خلال الأسبوع الماضي، مع محاولة المستثمرين الموازنة بين توقعات فائض الإمدادات العالمية ومخاطر النقص الناتجة عن العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا.
وسجل خام غرب تكساس الوسيط ارتفاعًا بنسبة 0.34% ليقترب من 59 دولارًا للبرميل، بعد أن هبط بنحو 4.2% الأربعاء الماضي في أكبر خسارة له منذ يونيو الماضي، فيما تجاوز خام برنت مستوى 63 دولارًا للبرميل.
وأفادت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الأخير بأن توقعات سوق النفط واصلت التراجع للشهر السادس على التوالي، مشيرة إلى أن المعروض العالمي قد يتجاوز الطلب بأكثر من 4 ملايين برميل يوميًا في 2026، في المقابل، أكدت منظمة أوبك أن المعروض العالمي تجاوز الطلب خلال الربع الثالث من العام الجاري، بعد أن أعادت بعض الدول الأعضاء ضخ كميات إنتاج كانت متوقفة، ما حوّل التقديرات من عجز إلى فائض.
العقوبات الأمريكية على روسيا تضغط على السوق
على الجانب الجيوسياسي، صعّدت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من ضغوطها على روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، من خلال فرض عقوبات جديدة على شركتي روسنفت ولوك أويل، بينما بدأت شركة تابعة لـ لوك أويل تسريح موظفين قبل دخول العقوبات حيز التنفيذ الكامل، ما أثار مخاوف بشأن اضطرابات محتملة في الإمدادات الروسية.
ضغوط قصيرة الأجل وتغيرات في منحنى الأسعار
شهدت الأسواق النفطية خلال الأيام الماضية ضغوطًا سعرية ملحوظة، مدفوعة بتوقعات سلبية لعام 2026، مع دخول فارق أسعار العقود الفورية لخام غرب تكساس في حالة كونتانغو — أي تداول الأسعار الفورية بخصومات مقارنة بالعقود المستقبلية — ما يعكس وفرة في الإمدادات قصيرة الأجل، قبل أن يعود الفارق إلى المنطقة السلبية مجددًا يوم الخميس.
مخزونات النفط الأمريكية تدعم الاتجاه التصحيحي
حدّ من مكاسب الأسعار صدور تقرير حكومي أمريكي كشف عن ارتفاع مخزونات الخام بواقع 6.4 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، وهو أكبر ارتفاع منذ يوليو وأعلى بكثير من التوقعات التي أشارت إلى زيادة قدرها 400 ألف برميل فقط.
ورغم هذه الزيادة، انخفضت مخزونات البنزين بنحو 900 ألف برميل، كما تراجعت المقطرات بـ600 ألف برميل، في حين ارتفعت الصادرات النفطية، ما عوّض جزئيًا أثر ارتفاع المخزون الخام، وأشار إلى استمرار قوة الطلب المحلي والعالمي على الوقود.


