عقوبة شهادة الزور في القرآن.. جريمة تقلب الحق باطلًا
ربما يبحث البعض عن عقوبة شهادة الزور في القرآن، فإن شهادة الزور تمثل واحدة من أخطر الجرائم الأخلاقية والدينية والقانونية؛ نظرًا لما يترتب عليها من ظلم وضياع للحقوق وقلب للحقائق، فقد حذر منها القرآن الكريم والسنة النبوية، كما شدد القانون المصري على تجريمها وفرض عقوبات رادعة لكل من يقدم على الإدلاء بشهادة كاذبة.
عقوبة شهادة الزور في القرآن
وعن عقوبة شهادة الزور في القرآن، فقد جاءت شهادة الزور ضمن الكبائر التي نهى الله عنها تحريمًا صريحًا، لما تمثله من تعد على حقوق الآخرين، وإفساد للعدل، وتغيير للحقائق، وقد ذكرت بوضوح في القرآن الكريم، ومن أبرز الآيات قول الله تعالى في سورة الحج: «فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ».
وأوضحت دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الإلكتروني، أن الآية يأمر الله تعالى المؤمنين بالابتعاد عن كل ما هو رجس وفساد، ومنها شهادة الزور، كما قال الله تعالى في سورة الفرقان، «وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا»، فهي صفة من صفات عباد الرحمن، الذين يترفعون عن قول الكذب وشهادة الزور.
وتابعت دار الإفتاء أن شهادة الزور هي: "الشهادة بالكذب للتوصل بها إلى الباطل من إتلاف نفس، أو أخذ مال، أو تحليل حرام أو تحريم حلال"، مؤكدة أنها كبيرة من الكبائر لما فيها من ظلم وفساد وإهلاك للحقوق.

عقوبة شهادة الزور في الدنيا والآخرة
وحول عقوبة شهادة الزور في الدنيا والآخرة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أكد على خطورة شهادة الزور، حتى عدها من أكبر الكبائر؛ فقد قال: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ الإشراك بالله، وعقوق الوالدين… ألا وقول الزور وشهادة الزور»، واستمر النبي في تكرارها حتى قال الصحابة: ليته سكت.
وفي حدیث آخر، قال صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن الشهادة: «هل ترى الشمس؟» قال: نعم قال: «على مثلها فاشهد أو دع»، أي لا يشهد المسلم إلا بما هو واضح كوضوح الشمس.
وفي الآخرة شهادة الزور تهدد صاحبها بعذاب شديد؛ لأنها ظلم وإفساد في الأرض، واعتداء على حقوق الناس، وكذلك قلب الحق باطلًا والباطل حقًا، وأيضا سبب في ضياع أرواح أو أموال أو أعراض، وقد أجمع العلماء على أنها من أعظم الذنوب التي توجب سخط الله وعقابه.

عقوبة شهادة الزور في القانون المصري
وحول عقوبة شهادة الزور في القانون المصري، فإن القانون المصري يجرم شهادة الزور باعتبارها اعتداءً مباشرًا على العدالة، وينص على مجموعة من العقوبات التي تختلف باختلاف أثر الشهادة، فإنها تصل إلى الحبس والغرامة وفقًا لنصوص المواد (172 – 178)، فإن العقوبات تشمل حبس لمدة لا تتجاوز 3 سنوات وغرامة حتى 10 آلاف جنيه، لكل من أدلى أمام القضاء أو سلطات التحقيق بشهادة كاذبة بعد الحلف.
وحبس حتى 7 سنوات وغرامة حتى 15 ألف جنيه، إذا ترتب على شهادة الزور صدور حكم بالحبس بحق شخص آخر.







