فضيحة اللحوم المستنسخة تثير الجدل مجددًا في أمريكا.. ما القصة؟
كشف الخبراء عن القلق المتزايد داخل الدوائر الحكومية الأمريكية بشأن ما يُعرف بـ فضيحة اللحوم المستنسخة، وسط مخاوف من أن يؤدي هذا الملف إلى إفساد الحركات الصحية داخل أمريكا، والتي يقودها روبرت كينيدي جونيور وزير الصحة الأمريكية.
ووفقًا لما نقلته صحيفة ديلي ميل، ينظر مستشارو كينيدي إلى ملف اللحوم المستنسخة باعتباره قضية حساسة ومعقدة، قد تثير خلافات بين أعضاء الحركة الصحية، خصوصًا بين المؤيدين للتقنيات الحيوية وبين المحافظين في مواقفهم الغذائية.
كندا تفتح الباب.. وأمريكا تسمح منذ سنوات
وجدد الإعلان الكندي الأخير بالسماح ببيع منتجات اللحوم المستنسخة في المتاجر دون وضع أي ملصقات تعريفية النقاش حول هذه القضية؛ وهي ممارسة تُطبق بالفعل في الولايات المتحدة منذ ما يقارب 20 عامًا دون ضجة تُذكر.
وفي الوقت الذي لم تحدد فيه وزارة الصحة الأمريكية التابعة لإدارة ترامب موقفًا رسميًا من هذه المنتجات حتى الآن، وكشفت مصادر مقربة من كينيدي أن الوزارة لا تستبعد اتخاذ قرار مستقبلي بشأن هذا الملف الذي تصفه بـ القضية المثيرة للاهتمام.
غياب بيانات دقيقة عن حجم الحيوانات المستنسخة
وحسب ما نُشر، أشارت تقديرات سابقة لوزارة الزراعة الأمريكية إلى وجود نحو 600 حيوان مستنسخ عام 2008، معظمها من الماشية المستخدمة في التكاثر، لكن لا توجد اليوم أرقام واضحة حول العدد الحقيقي للحيوانات المستنسخة المنتشرة في البلاد، كما أن تقارير الكونغرس لعام 2010 رجّحت أن مئات أو آلاف المنتجات الحيوانية من نسل المستنسخات قد تدخل السلسلة الغذائية سنويًا، رغم أنها تظل جزءًا محدودًا مقارنة بإجمالي الإنتاج الحيواني الذي يصل إلى 150 مليون رأس سنويًا.
وبسبب عدم وجود إلزام بوضع ملصقات تعريفية، قد يستهلك الأمريكيون منتجات لحوم أو ألبان قادمة من نسل الحيوانات المستنسخة دون علمهم.
حق المستهلك في المعرفة
وقال ووجي تشانغ، أستاذ الكيمياء في كلية ميلووكي للهندسة، إن غياب الإفصاح يجعل المستهلكين بلا خيار حقيقي، مضيفًا أن وضع ملصقات واضحة قد يؤثر على مبيعات تلك المنتجات لكنه يضمن حق المستهلك في المعرفة.
وكانت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA قد أجرت قبل تعديل سياستها عام 2008 دراسة موسعة من نحو ألف صفحة تناولت تأثيرات الاستنساخ على صحة الحيوان وسلامة الغذاء، وأشارت إلى أن الحيوانات المستنسخة تعاني مشكلات صحية ومعدلات نفوق أعلى خلال الفترة الوليدية، لكنها لاحقًا تنمو بشكل طبيعي، كما أكدت أن منتجاتها لا تشكل مخاطر إضافية على صحة الإنسان مقارنة بالماشية التقليدية.
فيما أن عملية الاستنساخ تقوم على أخذ عينة نسيجية من حيوان مميز، ثم إنشاء جنين مستنسخ عبر نقل نواة الخلية الجسدية إلى بويضة مفرغة، ليُزرع هذا الجنين في حيوان آخر يعمل كأم بديلة، ورغم أن التقنية تعود إلى عام 1996 مع استنساخ النعجة دوللي، إلا أنها ما تزال مثار جدل بسبب تأثيراتها الصحية والأخلاقية.
كينيدي ينتقد اللحوم المزروعة.. ويتجنب الخوض في اللحوم المستنسخة
ورغم صمت كينيدي حول اللحوم المستنسخة، فإنه اتخذ سابقًا موقفًا واضحًا تجاه اللحوم الطبيعية داخل المختبر، وهاجمها في 2022 باعتبارها أطعمة شديدة المعالجة مليئة بالمكونات المعدلة وراثيًا والمواد الكيميائية، مؤكدًا أن الترويج لها كبديل صحي خادع.
ومنذ توليه منصبه، تبنى كينيدي حملة واسعة لجعل أمريكا صحية، شملت التحذير من السكر المضاف والأصباغ الغذائية والمنتجات المعالجة.
وأوضحت صحيفة ديلي ميل البريطانية أنها تواصلت مع وزارة الصحة وإدارة الغذاء والدواء وروبرت كينيدي جونيور للحصول على تعليق رسمي، دون رد حتى اللحظة.
