مشروع الدرعية.. تقارير: منظمة ترامب تجري محادثات بشأن صفقة عقارية مع السعودية بـ63 مليار دولار
أفاد تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، بأن منظمة ترامب تجري محادثات لإقامة مشروع عقاري يحمل اسم ترامب ضمن أحد أكبر مشاريع التطوير العقاري المملوكة للحكومة السعودية، وفقًا للمدير التنفيذي للشركة السعودية المسؤولة عن المشروع.
مباحثات بين منظمة ترامب والحكومة السعودية
وتعد هذه المفاوضات أحدث مثال على الجمع بين إدارة الرئيس ترامب وأعمال عائلته، لا سيما في دول الخليج الفارسي، منذ عودته إلى المنصب، أعلنت عائلة ترامب وأعماله عن مشاريع جديدة في الخارج بمليارات الدولارات، وحققت أرباحًا كبيرة من العملات المشفرة، وبيعت تذاكر لعشاء خاص استضافه ترامب.
ومن المقرر أن يستضيف ترامب، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في واشنطن الأسبوع المقبل.
ويشرف الأمير على مشروع بقيمة 63 مليار دولار يهدف إلى تحويل مدينة الدرعية التاريخية إلى وجهة فاخرة تضم فنادق ومتاجر ومساحات مكتبية، وتمتلك أعمال ترامب تاريخًا في منح اسمها لمشاريع متعددة الاستخدامات تسوق على أنها فاخرة ورمزية.
وأوضح جيري إنزيريلو، المدير التنفيذي لمشروع الدرعية وصديق قديم للرئيس ترامب، أن الإعلان الرسمي لم يتم بعد، لكنه أشار إلى أن الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن توقع منظمة ترامب الصفقة.
وأكد أن المسؤولين السعوديين أجروا جولة في مشروع الدرعية مع ترامب خلال زيارته الرسمية في مايو، بهدف جذب اهتمامه بالمشروع.
وأشاد إنزيريلو بالحظ الجيد وذكاء الفريق السعودي في التعامل مع ترامب بصفتهم مطورين عقاريين، مؤكدًا أن الرئيس أبدى إعجابه بالمشروع.
ومن المتوقع أن يقوم ولي العهد محمد بأول زيارة له إلى الولايات المتحدة خلال سبع سنوات، حيث يأمل في توقيع اتفاقية دفاع مشترك مع واشنطن وربما التقدم في صفقة لنقل التكنولوجيا النووية الأمريكية إلى السعودية.
الدرعية.. أحد المشاريع السعودية الضخمة
وتعد الدرعية أحد المشاريع السعودية الضخمة التي يصفها المسؤولون بالمشاريع العملاقة، ولم ترد منظمة ترامب أو إريك ترامب أحد أبناء الرئيس المشرفين على الأعمال العائلية على أسئلة الصحيفة بشأن الصفقة المحتملة.
ومن المعروف أنه من الصعب فصل الدعاية عن الواقع في مفاوضات العقارات الدولية، إذ لا تؤدي التوقعات دائمًا إلى مفاوضات، ولا تؤدي المفاوضات دائمًا إلى توقيع عقود.
لكن تصريحات إنزيريلو تتوافق مع ما صرح به زياد الشعار، المدير التنفيذي لشركة دار غلوبال، الشريك الأجنبي الأكثر أهمية لمنظمة ترامب والقناة الأساسية للتواصل مع الحكومات والشركات الخليجية، وأكد الشعار الشهر الماضي أن مشاريع ترامب الجديدة في السعودية قادمة، مشيرًا إلى أن المزيد من التعاون مع المشاريع العملاقة سيُعلن قريبًا.
تتمتع دار غلوبال، التابعة لشركة دار الأركان السعودية الكبرى، بعلاقات وثيقة مع الحكومة السعودية، وتعرض مكاتبها في لندن والرياض نماذج معمارية لمشاريع شاهقة لم تُبن بعد تحمل اسم ترامب، فيما تظهر المواد الترويجية صورًا لأفراد عائلة ترامب.
ومنذ العام الماضي، شملت الصفقات التي أشرفت عليها دار غلوبال مشاريع برج ترامب في جدة، ومشروعين في الرياض، وفندق وبرج ترامب في دبي، بالإضافة إلى مشروع ملعب جولف في قطر بالشراكة مع شركة عقارية مملوكة للحكومة، وقد ساعدت دار غلوبال في جميع هذه الصفقات، والتي تولد رسوم ترخيص لاستخدام اسم ترامب، بعضها يصل إلى الرئيس نفسه.
وتنطوي عقود الترخيص على أرباح كبيرة، إذ تُدفع للشركة مقابل استخدام الاسم دون الحاجة للاستثمار في المشروع نفسه، وتظل تفاصيل هذه العقود غير معلنة، مما يصعب معرفة الشروط الدقيقة.
ويمتد مشروع الدرعية على أكثر من خمسة أميال مربعة، ويشمل أربعين فندقًا، بالإضافة إلى مكاتب ومساحات تجارية ووحدات سكنية تحمل علامة ترامب، وقد بيعت بالفعل وحدات سكنية بقيمة أربعة مليارات دولار، معظمها للمشترين السعوديين، بما في ذلك منازل تحمل علامة ريتز كارلتون وأرماني.
وفي الوقت الذي ما زالت معظم المشاريع السعودية العملاقة الأخرى متأخرة عن الجدول، تتقدم مشاريع الدرعية بسرعة، وقد بدأ بيع وحدات مشاريع ترامب في الخليج، رغم أن العديد منها يبعد سنوات عن الاكتمال، وأشار الشعار إلى أن الطلب الكبير على مشاريع تحمل اسم ترامب في الخليج كان دافعًا لهذه الصفقات.
وحاول الشعار إبقاء المشاريع العقارية منفصلة عن المشهد السياسي، لكن العلاقة بين الدولة وأعمال العائلة كانت واضحة خلال الزيارة الرسمية، إذ وصف إريك ترامب المنطقة بأنها ملعب أكبر مطور عقاري، مشيرًا إلى اهتمام خاص بمشروع الدرعية، فيما زار عدة من أفراد الأسرة الممتدة المنطقة للترويج للفرص الاستثمارية هناك.
