الصحة: شبكة وطنية للسكتة الدماغية قيد التوسع.. وخارطة طريق لتعزيز جاهزية المستشفيات
نظّمت وزارة الصحة والسكان، سلسلة من الجلسات الحوارية النوعية ضمن فعاليات النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية، والتي تناولت محاور محورية تتعلق بتطوير التعليم، وتعزيز جاهزية المنظومة الصحية، ودور الدراسات السكانية في صياغة السياسات المستقبلية، إلى جانب مناقشة مسارات الشيخوخة الصحية وأثر التغذية على طول العمر وجودة الحياة.
خارطة طريق شاملة لتعزيز جاهزية المستشفيات وضمان العلاج المنسق لجميع المرضى
واستهلت الوزارة فعالياتها بجلسة بعنوان «التعلم بلا حدود»، التي ركّزت على أهمية التعليم القائم على المهارات وربطه باحتياجات سوق العمل، بما يسهم في دفع عجلة الإنتاج وتحفيز الاستثمار وتنفيذ مشاريع عملية وواقعية. وناقشت الجلسة آليات تطوير القدرات والمهارات البشرية، وتقديم نماذج تعليمية مبتكرة تتجاوز الأساليب التقليدية، مع إبراز أهمية التعليم غير الرسمي في مصر وسبل تطويره.
كما استعرضت الجلسة تجارب دولية ناجحة في تحديث المنظومة التعليمية، ودور التكنولوجيا الحديثة، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي، في تطوير أدوات التعليم ومناهجه.
وفي جلسة ثانية بعنوان «علاج السكتة الدماغية على نطاق واسع: من الرؤية إلى التنفيذ»، تناول الخبراء تحليل التحديات والفجوات التي تعيق وصول المرضى إلى خدمات الرعاية المتخصصة، مؤكدين ضرورة رفع القدرات الطبية والفنية وتعزيز جاهزية المنشآت الصحية لضمان التشخيص السريع والعلاج الفعّال.
وشدّد المشاركون على أهمية التعاون الدولي لتبادل أفضل الممارسات في مجالات التمويل والحوكمة ومراقبة الأداء، ودعم بناء شبكة وطنية متكاملة لعلاج السكتة الدماغية.
وتطرقت الجلسة إلى جهود وزارة الصحة في مكافحة الأمراض غير المعدية من خلال الوقاية والكشف المبكر والتدخل العلاجي، إلى جانب تدريب فرق الرعاية الصحية.
كما استعرضت مبادرة «قلبك أمانة» ودورها في رفع الوعي المجتمعي، والتطور الذي حققته مصر بالانتقال من جهود متفرقة إلى منظومة وطنية متكاملة تتماشى مع رؤية «مصر 2030»، مع الإشارة إلى التجربة السويسرية كنموذج ناجح في تطوير شبكة متخصصة لعلاج السكتة الدماغية.
أما الجلسة الثالثة، التي جاءت تحت عنوان «أهمية الدراسات السكانية والبحث الأكاديمي في صياغة المستقبل»، فقد قدمت عرضًا بانوراميًا لواقع الدراسات السكانية محليًا ودوليًا، مع إبراز الأبحاث الرائدة في هذا المجال الحيوي.
وناقشت الجلسة دور التوسّع في تدريس الدراسات السكانية لطلاب الدراسات العليا ودورها في دعم خطط التنمية، مؤكدة أن الإلمام بالديناميكيات السكانية يمثل عنصرًا أساسيًا لتحقيق مستهدفات التنمية المستدامة.
وتناول الخبراء تأثير التحولات الديموغرافية على سوق العمل في ظل التطور الرقمي والذكاء الاصطناعي، مع الدعوة إلى تبني رؤية مستقبلية قائمة على المعرفة والرصد الدقيق والاستثمار في التعليم وربط البحث العلمي بصنع القرار، بما يحول النمو السكاني إلى فرصة للابتكار ودعم الاقتصاد الوطني.
واختُتمت فعاليات الوزارة بجلسة «التغذية وطول العمر: مسارات الشيخوخة الصحية»، والتي ركّزت على أن مفهوم طول العمر لا يرتبط بعدد السنوات فقط بل بجودة الحياة، مشيرة إلى أن الشيخوخة الصحية تعتمد على الحالة الجسدية والنفسية والقدرة على مواصلة الأنشطة اليومية بفاعلية.
وحذّر الخبراء من الأنظمة الغذائية الغنية بالصوديوم والسكريات، مع التأكيد على ضرورة تقليل السعرات الحرارية تدريجيًا لدى كبار السن واتباع نمط غذائي متوازن.
كما سلطت الجلسة الضوء على التحديات الذهنية المتزايدة مثل مرض الزهايمر الذي يبدأ في مصر في سن 65 عامًا، مقارنة بمتوسط 70 عامًا عالميًا، إضافة إلى الارتباط الوثيق بين الصحة العقلية وتناول الفواكه والخضروات الغنية بالألوان الطبيعية.
وتطرّق المشاركون إلى التطور المتسارع في الاعتماد على المعلومات الرقمية والذكاء الاصطناعي، وأهمية التعليم الطبي المستمر CME كأداة رئيسية لرفع كفاءة الأطباء، مع توضيح الفارق بينه وبين مفهوم التطوير المهني المستمر CPD.









