السبت 06 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

كشف جديد في قضية سياحة قنص البشر.. تحقيقات دولية تعيد فتح جراح سراييفو بعد ثلاثة عقود

أرشيفية
سياسة
أرشيفية
الأحد 16/نوفمبر/2025 - 12:38 م

نشرت صحيفة N1 البوسنية أن ضابط استخبارات بوسني سابق كشف عن تفاصيل صادمة تتعلق بقضية “قناصة نهاية الأسبوع”، حيث أوضح أن القوات الصربية البوسنية احتفظت خلال حصار سراييفو بقائمة أسعار مخصصة للأجانب الراغبين في إطلاق النار على المدنيين، مشيرًا إلى أن قتل الأطفال كان الأعلى تكلفة مقارنة ببقية الفئات العمرية، وهو ما أثار موجة غضب واسعة لدى الناجين وأسر الضحايا الذين اعتبروا أن هذه الشهادات تعيد فتح أحد أكثر فصول الحرب قتامة.

وفي السياق ذاته، ذكرت بعض القنوات أن  القنصل البوسني في ميلانو أكد وجود تعاون كامل بين حكومة البوسنة والهرسك والنيابة الإيطالية، وذلك عبر تسليم وثائق أرشيفية وشهادات رسمية تدعم التحقيق المفتوح في ميلانو، مشيرًا إلى أن هذا الملف يمثل جرحًا إنسانيًا لم يلتئم رغم مرور أكثر من ثلاثين عامًا.

 النيابة العامة في ميلانو وسّعت من دائرة التحقيق لتشمل خمسة إيطاليين

كما ورد في صحيفة La Repubblica الإيطالية أن النيابة العامة في ميلانو وسّعت من دائرة التحقيق لتشمل خمسة إيطاليين على الأقل يُشتبه في مشاركتهم في ما وصفته الصحيفة بـ “السياحة الحربية”، وأوضحت أن هؤلاء الأفراد — بعضهم من الأثرياء — سافروا من ترييستي نحو بلغراد ثم سراييفو بهدف المشاركة في عمليات القنص ضد المدنيين، وهو ما صنفته النيابة الإيطالية تحت بند القتل العمد بدوافع غير إنسانية.

وجاء في صحيفة ANSA الإيطالية أن النيابة في ميلانو فتحت رسميًا تحقيقًا واسعًا تحت عنوان “القناصة في عطلة نهاية الأسبوع”، بناءً على بلاغ مكوّن من سبعة عشر صفحة أعدّه الكاتب إيزيو غافازيني بدعم من محامين مختصين، ويتضمن شهادات ووثائق تشير إلى أن هذه “الرحلات القاتلة” كانت تتم من مواقع مرتفعة حول سراييفو، حيث استهدف القناصة النساء والأطفال، بينما كانت المدينة تعيش واحدة من أطول فترات الحصار في تاريخ أوروبا الحديث.

وأفادت صحيفة La Repubblica في تقرير آخر بأن بعض المناطق السياحية البانورامية التي يقصدها الزوار اليوم في تلال سراييفو كانت نفسها المواقع التي تمركز فيها القناصة خلال التسعينيات، ومنها نُفذت عمليات إطلاق النار باتجاه شارع “Sniper Alley” الذي شهد سقوط مئات الضحايا من المدنيين، بينهم نحو ستين طفلًا. وأضافت الصحيفة أن شهادات جديدة تفيد بأن جهاز المخابرات الإيطالية “Sismi” علم منذ عام 1993 بوجود إيطاليين يلتقون بالقوات الصربية في تلك التلال، وأنه تحرك لاحقًا لمنع استمرار هذه الرحلات.

 شهادات ميدانية ووثائق وأفلامًا أرشيفية

ووفقًا لموقع AgenSIR، فإن الأدلة التي يجمعها المدعون الإيطاليون تتضمن شهادات ميدانية ووثائق وأفلامًا أرشيفية، وتشير إلى أن بعض المتورطين ينتمون لطبقات اجتماعية غنية ويميلون إلى الفكر اليميني المتطرف ويهوون استخدام الأسلحة، وقد حصلوا على تسهيلات للوصول إلى مواقع القنص مقابل مبالغ مالية.

كما نقلت صحيفة Il Giorno عن الناشطة البوسنية منسورا بوريدج — وهي صحفية وصانعة أفلام — قولها إن فتح التحقيق يمثل خطوة نحو العدالة، مؤكدة في تصريحاتها أن “الصيادين البشريين تحولوا اليوم إلى فريسة للعدالة”، في إشارة إلى المشتبه بهم الذين بدأوا يخضعون للمتابعة القضائية.

الجدير بالذكر أن صحيفة El País الإسبانية أشارت في تقارير سابقة إلى أن الوثائق الحالية تتقاطع مع ما ورد في الفيلم الوثائقي “Sarajevo Safari” الذي يتضمن شهادات لجنود صرب بوسنيين وضباط استخبارات بوسنيين سابقين تحدثوا عن تنظيم رحلات مدفوعة لأجانب بهدف إطلاق النار على المدنيين من مواقع محصنة فوق المدينة، وهو ما يعزز المسار الذي تسلكه النيابة الإيطالية في تحقيقها اليوم.

وتشير أحدث التقارير الأوروبية إلى أن النيابة العامة في ميلانو تستعد لاستدعاء عدد من الشهود الرئيسيين، بمن فيهم ضباط استخبارات سابقون من البوسنة، وذلك للتحقق من مدى قدرة السلطات القضائية على ملاحقة المتورطين بعد مرور ثلاثة عقود على وقوع الجرائم. وبينما تتفاعل هذه التطورات على المستوى الدولي، ترى منظمات مدنية بوسنية أن إعادة إحياء الملف يمثل خطوة أساسية نحو محاسبة المشاركين في “ترفيه الدم” وإنصاف ضحايا الحصار الأكثر وحشية في تاريخ أوروبا المعاصر.

تابع مواقعنا