عضو بالحزب الجمهوري الأمريكي لـ القاهرة 24: واشنطن قد تلجأ إلى مصر حال تعثر اكتمال تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة
في ظل الأحداث المعقدة والمتشابكة على الساحة الإقليمية والدولية، تتزايد الحاجة لفهم الرؤية الأمريكية تجاه ما يحدث داخليًا وخارجيًا؛ من إغلاق الحكومة الأمريكية الذي استمر لنحو 40 يومًا وتأثيراته على الاقتصاد وثقة الجمهور، إلى التحركات الاستراتيجية في منطقة الكاريبي وفنزويلا، مرورًا بالقضية الفلسطينية والأزمة في غزة، وأزمة حزب الله في لبنان.
وفي هذا السياق أجرى القاهرة 24 هذا الحوار مع مالك فرانسيس، العضو بالحزب الجمهوري الأمريكي، وإلى نص الحوار:
ما هو تأثير الإغلاق الحكومي الأمريكي على الاقتصاد وشعبية الرئيس ترامب؟
في ظل إغلاق الحكومة الأمريكية لنحو 40 يومًا تتزايد التداعيات الاقتصادية والسياسية.. فقد أدّت التأخيرات على مستوى المؤسسات الفيدرالية والإجازات غير المدفوعة إلى إبطاء النمو وإضعاف ثقة المستهلك، بينما قد تؤثّر حالة عدم اليقين على شعبية الرئيس ترامب، ولا سيما بين المستقلين والمعتدلين سياسيًا، ولا تزال قاعدة ترامب الانتخابية متمسكة به، إلا أن استمرار التعطّل لفترة أطول قد يهدد صورة الكفاءة في إدارة شؤون الحكم.
وكيف تنظر إلى التحركات الأمريكية الأخيرة تجاه منطقة الكاريبي والتوترات مع فنزويلا؟ وهل من الممكن أن تتخذ واشنطن إجراءً عسكريًا وتشن ضربات جوية على كاراكاس؟
تشير تحركات واشنطن في منطقة الكاريبي وضغوطها المتزايدة على فنزويلا إلى تموضع استراتيجي، ورغم أن تنفيذ ضربات جوية على كاراكاس يظل ممكنًا من الناحية التقنية، فإن المخاطر ومنها زعزعة الاستقرار الإقليمي، والإدانات الدولية، واحتمال التصعيد، تجعل العمل العسكري غير مرجّح في المدى القريب.
هناك تسريبات بشأن خطط محتملة لتقسيم غزة.. وخطة أخرى لإنشاء قاعدة أمريكية قريبة من غزة ما رأيك في هذه التقارير؟
تكشف التسريبات التي تشير إلى خطط أمريكية محتملة لتقسيم غزة أو إنشاء قاعدة عسكرية قريبة منها عن نمط التفكير الاستراتيجي داخل واشنطن، غير أن التنفيذ يواجه عقبات كبيرة: المعارضة الإقليمية، والحسابات السياسية الداخلية، والقيود القانونية الدولية تجعل هذه الخطط أقرب إلى إجراءات احتياطية منها إلى خطوات وشيكة.
نظرًا للصعوبات في تنفيذ خطة الرئيس ترامب لإنهاء الحرب بسبب أزمة نزع سلاح حركة حماس.. هل تتوقع استئناف الأعمال القتالية؟ وما هي الخطوات التي تتخذها واشنطن لتنفيذ الخطة المعلنة؟
تبقى مسألة نزع سلاح حركة حماس التحدّي الجوهري لإنهاء الأعمال القتالية في غزة، فمن دون امتثال الحركة، تبقى اتفاقات وقف إطلاق النار وجهود إعادة الإعمار هشّة، ومن المرجّح أن تسعى واشنطن إلى اتباع نهج تدريجي قائم على الشركاء الإقليميين، وأبرزهم مصر، إلا أن خطر تجدّد الصراع يظل قائمًا إذا تمسكت حماس بموقفها.
من غزة إلى لبنان، كيف تقيم أزمة نزع سلاح حزب الله؟ وهل من الممكن أن تشن إسرائيل حربًا على لبنان قريبًا؟
حزب الله يقدّم تحديًا من مستوى آخر إذ إن نزع سلاحه يكاد يكون مستحيلًا نظرًا لترسّخه داخل لبنان ودعم إيران له، وقد تلجأ إسرائيل إلى عمليات محدودة لإضعاف قدراته، إلا أن الحرب الشاملة ستكون زعزعة لاستقرار المنطقة، ولذلك تبقى سياسات الردع والدبلوماسية هي الخيار المفضّل.
وفيما يخص غزة ولبنان.. كيف ترى الدور المصري سواء في محاولة وقف الحرب في غزة أو في الجهود الحالية لحل أزمة نزع سلاح حزب الله؟
تضطلع مصر بدور محوري في كلا الساحتين، ففي غزة، تتولى الوساطة بين الأطراف، وتنسّق دخول المساعدات، وتستثمر نفوذها على الحدود، وفي ملف حزب الله، تدعو مصر إلى ضبط النفس وإلى آليات إقليمية لمنع التصعيد، رغم محدودية قدرتها على فرض نزع سلاح الحزب.
وتبدو المنطقة في حالة توازن هشّ، وتسعى واشنطن إلى الحفاظ على نفوذها دون الدخول في احتلال مباشر، بينما تبحث إسرائيل عن ضمانات أمنية دون الانزلاق إلى تصعيد شامل.
كما تتحرك الدول العربية بحذر، في حين يدفع السكان الضعفاء في غزة ولبنان ثمن لعبة الشطرنج الاستراتيجية، ومن المرجّح أن يستمر النهج القائم على الخطوات التدريجية، والعمليات المحدودة، وإعادة الإعمار المشروطة، بدلًا من أي تغييرات جذرية أو حملات عسكرية واسعة في المدى القريب.





