مرصد الأزهر: ارتفاع نشاط التنظيمات الإرهابية بغرب إفريقيا خلال أكتوبر 2025
سجل مؤشر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف خلال شهر أكتوبر الماضي وقوع 11 عملية إرهابية في منطقة الغرب والساحل الإفريقي، بزيادة طفيفة مقارنة بشهر سبتمبر بنسبة تقدر بـ 18%.
وقال المرصد في بيان: ورغم هذا الارتفاع العددي في العمليات، انخفض عدد الضحايا المدنيين بشكل ملحوظ من 141 قتيلًا في سبتمبر إلى 74 في أكتوبر، أي بنسبة انخفاض بلغت نحو 52.5 %، كما انخفض عدد المختطفين من 45 إلى 5 فقط، وهو تراجع كبير بنسبة حوالي 89%، ما يعكس تراجع استخدام التكتيكات القائمة على الخطف والاحتجاز.
وتابع المرصد: أما من حيث الإصابات، فقد بلغ عدد الجرحى 35 شخصًا في أكتوبر، في حين لم يسجل أي إصابات في سبتمبر مما يدل على تحوّل في طبيعة الهجمات من الإعدامات الجماعية إلى عمليات محدودة التأثير نسبيًا أو استهدافات جزئية.
التوزيع الجغرافي للهجمات
ووفقًا للمؤشر، تصدرت نيجيريا المشهد مجددًا بـ 4 عمليات إرهابية، خلفت 26 قتيلًا و11 مصابًا، ما يؤكد استمرار نشاط جماعات مثل بوكو حرام، وولاية غرب إفريقيا التابعة لداعش (ISWAP)، لكن مع انخفاض في حجم الخسائر مقارنة بالشهور السابقة.
فيما سجلت مالي 4 عمليات أدت إلى مقتل 14 شخصًا وجرح 3 آخرين، إضافة إلى 5 حالات اختطاف، مما يشير إلى استمرار الاضطراب الأمني شمال البلاد نتيجو تزايد نشاط "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة للقاعدة.
أما بوركينا فاسو، فقد شهدت عمليتين إرهابيتين أسفرتا عن 34 قتيلًا و21 مصابًا، أي أعلى معدل للضحايا في الشهر، ما يؤكد أن البلاد لا تزال البؤرة الأكثر دموية في المنطقة رغم تراجع عدد العمليات.
بينما شهدت النيجر عملية إرهابية واحدة فقط دون وقوع قتلى، وهو تطور إيجابي يدل على تحسن نسبي في المراقبة الأمنية الحدودية بعد تكثيف العمليات المشتركة مع نيجيريا وتشاد، أما السنغال وبنين، لم يسجلا أي نشاط إرهابي، ما يعني استمرار حالة الاستقرار النسبي في حوض خليج غينيا.
ومن حيث جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية في منطقة غرب إفريقيا، نفذت القوات الحكومية والإقليمية 10 عمليات عسكرية خلال أكتوبر، مقارنة بـ 5 فقط في سبتمبر، أي زيادة بنسبة 50% في النشاط العسكري. وقد أسفرت هذه العمليات عن تحييد 187 عنصرًا إرهابيًا واعتقال 90 آخرين، وهو تطور نوعي بارز يشير إلى تحسن القدرات الاستخباراتية والتنظيمية والتعاون الميداني بين جيوش المنطقة.
وبالمقارنة، كانت نتائج سبتمبر محدودة، إذ خلفت عملياته مقتل 100 عنصرًا إرهابيًا دون اعتقالات تذكر، مما يعني أن شهر أكتوبر شهد تحولًا استراتيجيًا نحو عمليات دقيقة تجمع بين التحييد الميداني والاعتقال الاستخباراتي.
بناء على ما سبق، تُظهر بيانات أكتوبر انخفاضًا في وتيرة العنف وارتفاعًا في عدد العمليات ذات التأثير المحدود، ما يدل على تحول القدرات التنظيمية للجماعات الإرهابية إلى أساليب أقل تكلفة وأكثر انتشارًا مثل الكمائن الصغيرة أو تفجيرات الطرق.
كما تبين أن تضاعف عدد العمليات العسكرية وارتفاع معدل التحييد والاعتقال يعكسان تقدّمًا في التكامل الأمني بين دول الساحل ونيجيريا، خصوصًا في ظل وجود تنسيق استخباراتي عبر مجموعة دول الساحل الغربية.
بدوره، جدد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تأكيده على ضرورة تعزيز منظومات الإنذار المبكر والمراقبة الحدودية لمنع انتقال العناصر عبر مالي والنيجر، وتطوير التنسيق بين الجيوش والاستخبارات لتحقيق استدامة أمنية، والاستمرار في العمليات المشتركة تحت مظلة التجمعات الإقليمية، ودعم برامج إعادة التأهيل ونزع التطرف خاصة في مناطق شمال نيجيريا وشرق بوركينا فاسو.


