تفسير وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم.. درس في خطورة الكلام بلا علم
نقدم تفسير وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم، فهي آية تحمل عبرة عظيمة للمسلمين، جاء التحذير الإلهي واضحًا في قوله تعالى: "وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ"، لتسلط الضوء على خطورة الكلام بلا علم ونقل الشائعات، خاصة إذا كان يتعلق بأشخاص ذوي مكانة دينية كبيرة.
تفسير وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم
وقبل توضيح تفسير وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم، فإن سبب نزولها يعود إلى سياق حادثة الإفك ضد السيدة عائشة رضي الله عنها، تذكرنا بأن ما قد يبدو بسيطًا أو هينًا في أعين البشر، هو عند الله عظيم وله حساب وعقاب.
فإن الآية رقم 15 من سورة النور من الآيات التي تحمل تحذيرًا شديدًا للمسلمين حول تبليغ ونشر الكلام بلا علم، وتوضح خطورة الإشاعات والأقوال الكاذبة، خصوصًا فيما يتعلق بزوجات النبي صلى الله عليه وسلم، حيث يقول الله تعالى: "إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ".

سبب نزول آية وَتَحْسَبونه هَيِّنًا وهو عند الله عظيم
وعن سبب نزول آية وَتَحْسَبونه هَيِّنًا وهو عند الله عظيم، فقد جاء في تفسير القرطبي أن سبب النزول مرتبط بحادثة الإفك، حيث تلقى بعض الصحابة وبعض الناس إشاعات كاذبة عن السيدة عائشة رضي الله عنها، ورووها عن بعضهم بعضًا.
ويقول مجاهد وسعيد بن جبير: "تلقون الحديث عن بعضكم بعضًا"، أي تتبادلون الإشاعات، حيث توضح الآية أن القول بما ليس له علم هو أمر جسيم عند الله، حتى وإن بدا للناس هينًا أو بسيطًا.
وأوضح تفسير الطبري، أن الناس ظنوا أن ترويج الإفك مجرد كلام عابر، لكن عند الله له عواقب عظيمة لأنه أذى لنبيّه وزوجاته، وقد ورد في الأحاديث الصحيحة أن الرجل قد ينطق بكلمة من سخط الله دون إدراك لعواقبها، فتكون سببًا لعذاب عظيم، ما يبرز خطورة الكلام بلا علم.

ما معنى الآية وَتَحْسَبونه هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ
وعن ما معنى الآية وَتَحْسَبونه هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ، فإن الآية تحذر من التهاون بالكلام في حق الآخرين، خصوصًا المقربين من النبي صلى الله عليه وسلم:
- تحسبونه هينًا: أي تظنون أن ما تقولونه يسير، بلا أثر أو عقوبة.
- وهو عند الله عظيم: أي أن هذا القول العظيم عند الله، وله جزاء وعقاب، لأنه يمس شرف النبي وأهله ويؤذيهم.
التفسير يوضح أن الله لا يغفل عن أي كلمة تقال، وأن كل قول بلا علم يحاسب عليه صاحبه، مهما بدا صغيرًا، هذه الآية جاءت لتكون درسًا للأمة في حفظ الألسنة وتجنب الإشاعات والأقاويل غير الموثوقة.


