السبت 06 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

محمود محيي الدين: إصلاح معايير الإفصاح العالمية ضرورة لتمكين الاستثمار المستدام في إفريقيا

 محمود محيي الدين
اقتصاد
محمود محيي الدين مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة
الثلاثاء 18/نوفمبر/2025 - 07:15 م

شارك الدكتور محمود محيي الدين، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة والمكلف من أمين عام الأمم المتحدة برئاسة فريق الخبراء لتقديم حلول أزمة الدين العالمية، في عدد من الفعاليات المقامة على هامش قمتي مجموعة العشرين G20 ومجموعة الأعمال B20 بجوهناسبرج بجنوب إفريقيا.

ففي جلسة بعنوان النهوض بالمعايير العالمية وإطلاق الفرص لإفريقيا نظمها مجلس معايير الاستدامة الدولي، ووحدة الأعمال في جنوب إفريقيا، إلى جانب أمانة مجموعة الأعمال العشرين، وأليكس فوربس، بالإضافة إلى لجنة الشركات والملكية الفكري، أوضح محيي الدين أهمية توظيف معايير الإفصاح العالمية عن الاستدامة كأداة استراتيجية لخفض تكلفة رأس المال، وتعزيز القدرة التنافسية للقارة الأفريقية في الأسواق العالمية.

وأكد محيي الدين أن الاقتصاد العالمي يواجه تحديات النمو غير المتكافئ وفجوات التمويل الحادة للتنمية المستدامة، مشددًا على أهمية مساهمة إفريقيا في صياغة المعايير العالمية للإفصاح، مشيرًا إلى أن هذه الإفصاحات تعد أدوات لخفض التباينات المعلوماتية وتقليل المخاطر المتوقعة، وهو أمر حيوي للاقتصادات الإفريقية حيث تكون تكلفة رأس المال أعلى بثلاثة إلى أربعة أضعاف من الاقتصادات المتقدمة، معتبرًا أن الإفصاحات الموثوقة يمكن أن تغير تصورات المستثمرين للمخاطر وتدعم التخصيص الفعال للتمويل المشترك.

وأفاد محيي الدين بأن مواءمة الشركات الإفريقية مع معايير المجلس الدولي لمعايير الاستدامة ISSB تمنحها المصداقية والشفافية وجودة البيانات المطلوبة من المشترين والممولين العالميين، مما يعزز قدرتها التنافسية في سلاسل الإمداد العالمية، مشيرًا إلى أن العديد من الدول الإفريقية تتحرك بسرعة للمواءمة مع معايير ISSB، وهو ما يثبت أن الأسواق الناشئة يمكنها أن تحدد وتيرة صياغة القواعد العالمية.

وفي جلسة أخرى نظمها مجلس معايير الاستدامة الدولي بعنوان التمويل المستدام ودور الإفصاحات المفيدة في اتخاذ القرار، قال محيي الدين إن التحدي الرئيسي للبلدان النامية هو أن الأطر العالمية الحالية لا تعكس واقعها، وغالبًا ما تكون مصممة لتتناسب وقدرات الاقتصادات المتقدمة.

وأوضح ثلاثة أبعاد ينبغي الالتفات اليها: هي التكلفة المرتفعة للامتثال للمعايير المعقدة مما يحول الموارد الشحيحة بعيدًا عن الاستثمار، وعدم تضمين البيانات الأكثر أهمية للبلدان النامية المتعلقة بالتكيف والمرونة ومسارات التحول في المعايير العالمية، مما يؤدي إلى تسعير خاطئ لفرصها، فضلًا عن أن أنظمة الإفصاح الحالية يمكن أن توسع عن غير قصد الفجوة في تكلفة رأس المال.

ودعا محيي الدين إلى تحول نحو أطر عالمية متناسقة قابلة للتشغيل المتبادل وذات فائدة فعلية في اتخاذ القرار، مؤكدًا أن الشفافية يجب أن تمكّن الاستثمار لا أن تقيده، كما حدد آليات دولية مهمة لمواجهة التحديات مثل مساهمة بنوك التنمية متعددة الأطراف في مواءمة توقعات الإفصاح مع قدرات البلدان، وإصلاح نظام التصنيف الائتماني وتقييم المخاطر بحيث يتبنى هذا النظام مقاييس المرونة ويتجنب معاقبة البلدان على الصدمات التي لم تتسبب فيها.

وفي الختام، أكد محيي الدين أن الإفصاح عالي الجودة عن الاستدامة ليس مجرد متطلب فني؛ بل هو فرصة استراتيجية لتعزيز دور إفريقيا في الأسواق العالمية وتنفيذ العمل المناخي، وحشد التمويل المشترك، ودعم بنية تحتية خضراء قادرة على الصمود، داعيًا إلى ربط أجندة الإفصاح بالعمليات العالمية الأوسع، بما في ذلك نتائج مؤتمر تمويل التنمية الرابع FfD4 ومؤتمر الأطراف الثلاثين COP 30، لضمان تحقيق تأثير إنمائي ومناخي ملموس.

تابع مواقعنا