أتمنى الحصول على كشك صغير..حسن يهزم الشلل ويجوب شوارع سوهاج طلبًا للرزق | فيديو وصور
في زحمة الحياة اليومية، قد نعتقد أننا نواجه أكبر تحدياتنا، ولكن هناك من لا يزال يقاوم في صمت، متحديًا أعظم المحن التي قد يواجهها الإنسان، حسن، شاب في ربيع عمره لم يتجاوز 21 عاما، وُلد في قرية بنجا التابعة لمركز طهطا شمال محافظة سوهاج، ليكون مثالًا حيًا على الإرادة الصلبة والعزيمة التي لا تعرف المستحيل.
حسن يعاني من شلل نصفي نتيجة إصابته بضمور في المخ منذ ولادته، ورغم ذلك، لا يزال يقاوم ويواجه الحياة بكل قوة، منذ أن كان صغيرًا، رفض أن يكون عبئًا على أحد، فقرر أن يتحدى إعاقته ويكافح لتحقيق حياة كريمة بعيدًا عن التسول أو انتظار المساعدة من الآخرين، فبدلًا من الاستسلام، قرر أن يقاوم الظروف الصعبة التي مر بها، ليصنع مستقبله بيده.
من أجل لقمة العيش.. حسن يجوب الشوارع على كرسي متحرك في سوهاج
في تصريح خاص لـ"القاهرة 24"، قال حسن: "ولدت بضمور في المخ، وكان من المفترض أن أكون قعيدًا طوال حياتي، ولكنني لم أقبل أن أعيش عالة على أحد"، ورغم أن مرضه اللعين أثر على قدرته على الحركة في السنوات الأخيرة، وأجبره على استخدام كرسي متحرك، إلا أن عزيمته كانت أقوى من أي شيء.
حسن، الذي حصل على دبلوم صناعي رغم التحديات الصحية التي واجهها، أكد أنه لم يتوقف عن السعي نحو حياة أفضل، بل استمر في التعلم والعمل حتى عندما أصبحت الحركة صعبة للغاية، وقال: "حصلت على دبلوم صناعي، ولكن المرض أصابني في مرحلة متقدمة، وبسبب ذلك أصبحت أحتاج إلى كرسي متحرك"، ومع مساعدة أهل الخير، استطاع الحصول على كرسي كهربائي يساعده على التنقل بحرية أكبر.
التحديات الاقتصادية والظروف الصعبة
نشأ حسن في أسرة فقيرة، حيث لا عمل ثابت لوالده، يقول حسن: "والدي رجل أرزقي لا يمتلك دخل ثابت، وأعيش مع أسرتي في منزل صغير مكون من 18 شخصًا، وأبذل جهدًا كبيرًا لمساعدة أسرتي في توفير بعض احتياجاتنا".
في هذه الظروف الصعبة، قرر حسن أن لا يكون عبئًا على أسرته وأن يعتمد على نفسه، ورغم كل ما يمر به، فإنه يرفض أن يكون ضيفًا على أحد، ويقول: "قررت أن أعمل وأعتمد على نفسي، وألا أكون عبئًا على أي شخص حتى على والديّ".
لا يعرف حسن الراحة أو الرفاهية، حيث يبدأ يومه في السادسة صباحًا ليجوب شوارع قريته ومدينة طهطا على كرسيه المتحرك، يحمل معه أقفاصًا من الحلويات والتسالي التي يبيعها للطلاب والمواطنين، محاولًا كسب رزقه من هذا العمل البسيط، يتحمل برد الشتاء القارس وحر الصيف الشديد، ويواجه العديد من الصعوبات مثل صعوبة السير على الطرق غير الممهدة، والشعور بالتعب في ظهره وأعضاء جسمه نتيجة الجلوس الطويل على كرسيه المتحرك، لكنه يقول: "صحيح أنني أتعب في الظهر والعضلات، ولكنني أتحمل كل ذلك من أجل أن أعيش بكرامة وألا أمد يدي لأحد، أو أكون عالة على غيري".
ورغم تلك الصعوبات، لا يزال حسن يواجه تحديات جديدة، من بينها المضايقات التي يتعرض لها من بعض أصحاب المحلات الذين يطردونه من أمام محلاتهم، حيث قال: "في البداية، كنت أقف أمام المحلات لبيع الحلوى والتسالي، ولكن بعض أصحاب المحلات كانوا يطردونني، لذلك بدأت أبحث عن أماكن أخرى، مثل أمام المصالح العامة، لكي أتجنب المشاكل".
مطالب وأحلام لم تتحقق بعد
ورغم كل الجهود التي يبذلها حسن لتحقيق حياة كريمة، إلا أنه لا يزال يواجه تحديات كبيرة، وهو يطالب المسئولين، وعلى رأسهم اللواء دكتور عبدالفتاح سراج، محافظ سوهاج، أن يستمعوا لصوته ويقدموا له المساعدة التي تمكنه من تحقيق أحلامه، وقال حسن: "أتمنى أن أتمكن من زيارة بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وأن أجد فرصة عمل أفضل تتيح لي تحسين حياتي، أو ربما أن أتمكن من الحصول على كشك صغير لبيع المواد الغذائية في أحد الأماكن العامة".
وأضاف حسن: "أطلب من محافظ سوهاج أن ينظر إلى حالتي بعين العطف، وأن يساعدني في تحسين ظروفي المعيشية، أحتاج إلى دعم حقيقي، سواء بتوفير فرصة عمل أو مساعدتي في الحصول على كشك صغير لبيع المواد الغذائية، لكي أتمكن من تلبية احتياجاتي ومساعدة أسرتي"، كما أشار إلى أنه لا يحصل من الدولة إلا على مبلغ 600 جنيه شهريًا من برنامج "كرامة" للتضامن الاجتماعي، وهو مبلغ لا يكفي لسد احتياجاته اليومية.








