مراكز السيطرة على الأمراض بالولايات المتحدة تدعم آراء كينيدي المناهضة للقاحات
أعادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة تحديث قسم سلامة اللقاحات على موقعها الإلكتروني، في خطوة أثارت جدلا واسعا، بعدما جاءت متماشية مع موقف وزير الصحة روبرت إف. كينيدي الابن المعروف بمعارضته للقاحات، ويعد هذا التغيير أول انحراف واضح عن الموقف العلمي الراسخ الذي ظلّت الوكالة تتبناه لعقود، وذلك وفقًا لرويترز.
التعديل الجديد على الموقع نص على أن الادعاء بأن اللقاحات لا تسبب التوحد غير قائم على الأدلة بشكل قاطع، وأن الدراسات لم تستبعد تماما هذا الاحتمال، كما أشار إلى تجاهل السلطات الصحية لأبحاث تزعم وجود صلة بين لقاحات الأطفال والتوحد.
وأثار هذا التحول انتقادات كبيرة من أطباء وخبراء صحة عامة اتهموا الوكالة بنشر معلومات مضللة لطالما حاربتها.
وقبل تولي كينيدي منصبه، كانت الوكالة من أبرز الهيئات المدافعة عن سلامة اللقاحات، مستندة إلى أدلة واسعة تنفي وجود أي علاقة بين التطعيم ومرض التوحد، خاصة بعد دحض الدراسة الشهيرة لعام 1998 التي ربطت بين لقاح الحصبة والتوحد.
وأكدت منظمة الصحة العالمية مجددا، تعليقا على التغيير الأخير، أن الأدلة العلمية ثابتة بأن اللقاحات لا تسبب التوحد.
ووصف خبراء في التوحد مثل هيلين تاجرفلوسبرج من جامعة بوسطن الخطوة بأنها تحول مدمر، مشيرين إلى أن الوكالة شهدت هذا العام موجة من الاستقالات والفصل بين العلماء، استُبدلوا بشخصيات معروفة بمواقفها المناهضة للقاحات، من بينهم ديفيد جير الذي يتولى حاليًا مراجعة البيانات.
وأكد أحد الباحثين داخل الوكالة، رفض ذكر اسمه، أن التغيير نُفّذ دون استشارة المتخصصين في مجال التوحد، فيما دافع متحدث وزارة الصحة عن التحديث دون الإفصاح عن الجهة التي أصدرته.
وأقال كينيدي في أغسطس المديرة السابقة لمراكز السيطرة على الأمراض بسبب خلاف حول سياسة اللقاحات، وعيّن جيم أونيل قائمًا بالأعمال رغم أنه ليس عالمًا.
كما استبدل جميع أعضاء اللجنة الاستشارية لسياسة اللقاحات بمرشحين يختارهم بنفسه، وهي اللجنة التي ستجتمع قريبًا لمناقشة توصيات جديدة بشأن لقاحات التهاب الكبد الوبائي بي.
