أورانوس يصل للتقابل.. ظاهرة فلكية تزين سماء الوطن العربي اليوم

يشهد الوطن العربي اليوم الجمعة 21 نوفمبر حدثا فلكيا لافتا بوصول كوكب أورانوس إلى حالة التقابل، وهي اللحظة التي تقع فيها الأرض بين الشمس وأورانوس فيظهر الأخير بوجه مضاء بالكامل ويكون في أنسب وضعية للرصد خلال العام. 

ظاهرة فلكية تزين سماء الوطن العربي اليوم

ووفقًا للجمعية الفلكية بجدة، تبقى المسافة بين الكوكبين شاسعة للغاية، إذ يبعد أورانوس هذا العام نحو 2.77 مليار كيلومتر، أي ما يقارب 18.51 وحدة فلكية، ما يؤكد أن وصفه بالأقرب هو وصف فلكي بحت لا يعكس قربًا حقيقيًا بالمعنى المعتاد.

وبسبب وجوده في التقابل، يشرق أورانوس مع غروب الشمس مباشرة ويبقى مرتفعًا فوق الأفق طوال ساعات الليل، ليبلغ أعلى نقطة له قرب منتصف الليل وفق بيانات موقع الراصد الجغرافي، قبل أن يبدأ بالهبوط التدريجي إلى أن يغرب مع شروق الشمس في صباح اليوم التالي. هذا المسار الليلي الكامل يمنح الراصدين فرصة ممتدة لمحاولة مشاهدته في مختلف الأوقات.

لمعان خافت وتحديات الرصد

ورغم أن الكواكب تكون عادة في أقصى درجات لمعانها عند التقابل، فإن أورانوس هذا العام يظهر بلمعان يصل إلى 5.6 درجة، وهو مستوى يخفت دون حدود الرؤية المريحة للعين المجردة، لذلك يحتاج رصده إلى سماء مظلمة جدًا وبعيدة عن التلوث الضوئي، إضافة إلى صفاء جوّي جيد.

أما باستخدام تلسكوبات متوسطة أو صغيرة ذات جودة مناسبة، فيمكن تمييزه كقرص ضبابي صغير وواضح نسبيا، كما يمكن رؤيته عبر المناظير كنقطة خافتة بشرط معرفة موقعه مسبقًا بدقة من خلال تطبيقات تتبع السماء.

ويظهر أورانوس هذا العام في كوكبة الثور بالقرب من عنقود الثريا اللامع، ما يمنح الراصدين نقطة مرجعية تساعد في تحديد موقعه بشكل أفضل، أما القمر فسيكون في طور هلال بداية الشهر، وهو طور خافت لا يسبب إضاءة قوية، ما يعني أن تأثيره على رصد الأجسام الخافتة سيكون محدودًا، الأمر الذي يجعل هذه الليلة فرصة مناسبة لمحاولة مشاهدة الكوكب الأزرق البعيد.