خطوة غير مسبوقة.. باحثون يقتربون من اكتشاف البعد الخامس وحل لغز المادة المظلمة
في تطور لافت قد يغيّر فهمنا للكون، أعلن فريق من الباحثين الإسبان والألمان، اكتشاف دليل علمي يُرجّح إمكانية الوصول إلى بعد خامس، في خطوة غير مسبوقة نحو تفسير المادة المظلمة، أحد أكثر ألغاز الفيزياء غموضًا.
دراسة حديثة تقترب من كشف البعد الخامس وحل لغز المادة المظلمة
الدراسة، التي نُشرت في المجلة الفيزيائية الأوروبية، تستند إلى أفكار طُرحت منذ أكثر من عقدين، لكنها تُطبق بأدوات حديثة عبر نموذج علمي يُعرف باسم البعد الإضافي المنحرف.
ووفقًا للباحثين، فإن هذا النموذج قادر على توليد جسيمات تتوافق خصائصها وسلوكها مع ما نعرفه عن المادة المظلمة، ما يمنح العلماء إطارًا جديدًا لفهم هذا اللغز الكوني المستعصي.
واللافت في هذه الفرضية أنها لا تعتمد على تكهنات خيالية، بل على إعادة صياغة رياضية دقيقة لـ الفرميونات، وهي الجسيمات الأساسية، التي تتكون منها المادة، ويشير مؤلفو الدراسة إلى أن بعض الكتل الفرميونية يمكن أن تنتقل إلى فضاء إضافي، يشبه جيبًا ماديًا يعمل كبوابة محتملة إلى البعد الخامس.
ورغم جاذبية الفكرة، لم يتم رصد أي دليل مباشر يثبت حدوث هذا الانتقال، وهذا الغياب في الأدلة فتح الباب سابقًا أمام مجموعة من النظريات الجريئة، إلا أن القليل منها استطاع التوافق مع النموذج القياسي لفيزياء الجسيمات، أما في هذه الحالة، فيؤكد العلماء أن عدم وجود تفسير داخل النموذج القياسي يجعلنا بحاجة إلى فيزياء جديدة بالفعل.
وتكمن أهمية الدراسة في طريقة اشتقاق معادلات الجسيمات داخل فضاء غير مسطح ذي خمسة أبعاد، إذ تظهر الجسيمات في هذه الحالة وهي تتصرف تمامًا كالمادة المظلمة، دون أن تنتهك أي قانون فيزيائي معروف حاليًا.
والخطوة المقبلة أمام العلماء ستكون إثبات هذه الفرضية تجريبيًا، ويشير الفريق البحثي إلى أن كواشف الموجات الثقالية قد تكون الأداة الأكثر قدرة على التقاط إشارات تثبت وجود هذا البعد الإضافي أو الجسيمات المرتبطة به.
وفي حالة تمكنت الأبحاث المستقبلية من دعم هذه النظرية، فقد يفتح ذلك الباب أمام حقبة جديدة من الفيزياء، تتيح فهمًا أعمق لطبيعة الكون، وتقدم إجابات لتساؤلات ظلّت بلا تفسير لعقود طويلة


