طفرة في حفلات الزواج بالصين بعد السماح بإقامتها في النوادي الليلية.. ما القصة؟
تشهد الصين مؤخرًا طفرة غير مسبوقة في حفلات الزواج، بعد تخفيف بكين للقيود المتعلقة بتسجيل الزواج والسماح بإقامة مراسمه في أماكن غير تقليدية مثل النوادي الليلية والمهرجانات الموسيقية والمنتجعات السياحية، وتحتفي وسائل الإعلام الرسمية بهذا التغيير بوصفه تحولًا في الخدمات العامة موجهًا للشباب، رغم تحذيرات الخبراء من أن هذا الارتفاع لن يكون كافيًا لعكس الانحدار الديموغرافي المتسارع في البلاد، وذلك حسب ما ذكرته صحيفة فاينانشيال تايمز.
وفي مدينة شنغهاي، تحول أحد المُجمعات الصينية المعروف باستضافة حفلات الهيب هوب والديسكو والميتال، إلى وجهة جديدة لإقامة حفلات الزفاف، حيث أن عمال البناء يجهزون قاعة استقبال مزينة بالعشب الصناعي لاستقبال الأزواج وتسجيل عقود الزواج وسط أجواء احتفالية موسيقية.
ارتفاع في عدد الزيجات بعد تغيير القواعد
وبحسب بيانات وزارة الشؤون المدنية، سُجل 5.2 مليون زواج جديد خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، بزيادة قدرها 405 آلاف عن العام الماضي، ووصفت صحيفة تشاينا ديلي الحكومية هذه الزيادة بأنها تحول طفيف ولكن ملحوظ، ويُسمح الآن للأزواج بتسجيل زواجهم في أي مكان داخل البلاد، دون الحاجة إلى العودة لمكان تسجيل الأسرة المعروف بـ هوكو، وهو ما كان يُشكّل عائقًا كبيرًا للعمال المهاجرين.
وتتضمن الحملة الوطنية لتشجيع الزواج والإنجاب تقديم حوافز مالية للأزواج الجدد، وإجازات شهر عسل أطول لموظفي الخدمة المدنية، إلى جانب مبادرات مثل دورات الحب في الجامعات التي تهدف لتعليم الطلاب أساسيات العلاقات.
الارتفاع الأخير في معدلات الزواج
ورغم الارتفاع الأخير في معدلات الزواج، تواجه الصين مسارًا ديموغرافيًا حادًا، فقد توقعت الأمم المتحدة في دراسة عام 2024 تراجع عدد السكان من 1.4 مليار نسمة إلى 1.3 مليار بحلول 2050، ثم إلى 633 مليونًا بحلول 2100، كما وصل معدل الخصوبة إلى أقل من 1 مولود لكل امرأة، وهو أقل بكثير من المعدل المطلوب لاستقرار عدد السكان (2.1).
وقال الخبير الديموغرافي وانج فينج من جامعة كاليفورنيا، إن المسؤولين يبحثون عن أي مؤشر إيجابي وسط هذا التراجع، لكنه حذّر من تعليق الآمال على زيادة قصيرة المدى في تسجيل الزواج، مضيفًا أن المخاوف الاقتصادية وتراجع أسعار المنازل وغياب الأمن الوظيفي عوامل رئيسية تدفع الشباب للعزوف عن الزواج والإنجاب.
