لماذا اختفى إنسان نياندرتال؟.. دراسة تكشف فرضية جديدة
كشفت دراسة علمية حديثة، نُشرت في مجلة Scientific Reports، عن تفسير جديد لاختفاء إنسان نياندرتال، بعيدًا عن الروايات التقليدية التي تربط نهاية هذا النوع بالصراع أو الكوارث البيئية.
لماذا اختفى إنسان نياندرتال؟
وفقًا للفريق البحثي، قد يكون اندماج النياندرتال وراثيًا داخل الإنسان الحديث، هو السبب الأبرز وراء اختفائه، في عملية طبيعية امتدت عبر آلاف السنين.
واعتمد العلماء نموذجًا رياضيًا لمحاكاة تأثير الهجرات المحدودة والاحتكاك بين النياندرتال والإنسان العاقل، وهو ما ساهم في حدوث عمليات تزاوج متكررة بين المجموعتين.
وتشير النتائج إلى أن هذا التداخل الوراثي أدى مع مرور الوقت إلى ما يعرف بالتخفيف الجيني، إذ تراجع حضور جينات النياندرتال تدريجيًا مقابل توسّع السلالة الهجينة الناتجة عن الاختلاط، وبناءً على ذلك، لم ينقرض النياندرتال بالمعنى التقليدي، بل ذاب داخل البنْية الجينية للإنسان الحديث.
ورغم أن الدراسات السابقة طرحت عدة فرضيات، مثل ضعف النمو السكاني لمجموعات النياندرتال، وانعزالها جغرافيًا، إضافةً إلى تأثير الكوارث البيئية والمناخية، أو دخول الأمراض التي حملها البشر المعاصرون، فإن تلك النظريات لم تكن حاسمة.
وعلى الجانب الآخر، تتوافق النتائج الجديدة مع حقيقة جينية مؤكدة اليوم، وهي أن البشر خارج إفريقيا لا يزالون يحملون ما بين 1% إلى 4% من DNA النياندرتال، ما يعزز فرضية الاندماج بدلًا من الإبادة أو الفناء المباشر.
ويقدم هذا التفسير منظورًا مختلفًا للتاريخ البشري، إذ يشير إلى أن التطور لم يكن دائمًا قائمًا على الصراع، بل كان أحيانًا نتاج تفاعل طبيعي طويل انتهى بظهور سلالة أكثر تكاملًا وقدرة على البقاء.
وهذه المقاربة العلمية تدفع لإعادة تقييم مفاهيم الانقراض، ليس بوصفه نهاية، بل تحولًا وراثيًا ممتدًا عبر الأزمنة.


