الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

تطور لغة السينما المصرية

الإثنين 24/نوفمبر/2025 - 05:32 م

لقد صارت كلمة التطور والجرأة في الفن مع الأسف، مرادفا للعرى، وحلبة لاغتيال الأخلاق، ومضمارا لذبح الآداب العامة، وميدانا لاغتصاب العادات والتقاليد المصرية، وقتل الذوق والأناقة.

وللأسف الشديد الفن المصري ولغته هبطوا بطريقة غير عادية، والمصيبة أن تأثير الأعمال الفنية الهابطة واللغة الهابطة يضر المجتمع في جميع المجالات، فمثلًا الأعمال الفنية التي تروج للعنف والعري والألفاظ النابية لها عامل كبير في زيادة نسبة الجريمة وانتشار الانحلال وسوء الأخلاق، لأن جمهور هذه الأفلام غالبا من الأطفال والمراهقين ممن ليس لديهم الوعي الثقافي والتعليمي، فيكونون تربة خصبة لتلقي أي شيء يعرض عليهم دون تفكير.

وهو ما يحدث بالفعل حينما تعرض عليهم الأعمال الفنية التي تروج للبلطجة على أنها الشجاعة، والعري على أنه تطور، والألفاظ النابية على أنها جراءة، وهنا تترسخ صورة لدى هؤلاء بأن البلطجة والعري والألفاظ النابية سوف تخلق منه شخصا شجاعا ومتطورا وجريئا وهذه هي الطامة الكبرى.

فإذا سألت شخصًا من المواطنين العاديين أو الدعاة أو المصلحين، أو علماء النفس والاجتماع، أو حتى من نقاد السينما نفسهم هل الفن الهابط واللغة الهابطة السائدة فيه تعد من أهم أسباب ازدياد ظاهرة العنف والجريمة والانحلال الأخلاقي في المجتمع خلال السنوات الأخيرة خاصة بين الشباب؟، سيقول لك نعم.

كلنا نرى بصورة واضحة وجلية أن الذوق العام للغة الحوار في السينما المصرية انحدرت وتدنت بطريقة غير مسبوقة، فبعد أن كانت جملة (بنسوار يا هانم) تعتبر معاكسة وتحرش لفظي، نجد اليوم من يدافع باستماته عن كلمة (فشخ) باعتبارها دليل على تطور وجراءة الفن! وهو ما يجعلك تشعر بالصدمة لأن الفن الذي من المفترض أن يقوم بدوره في نشر القيم الحميدة، والألفاظ الراقية، ويسمو بالذوق العام، يكون هو السبب في انتشار ظاهرة التحرش، والبلطجة، والألفاظ النابية، وتدني الذوق العام والانحدار الأخلاقي.

لقد تحولت الأعمال الفنية الهابطة إلى أداة هدم، بل وأصبح بعضها عائقا أمام أي خطط لتحقيق التنمية في الملف الأخلاقي والقيمي، لأنها تخترق القيم الأخلاقية، وتلهث خلف الإثارة، ضاربة بالقيم والعقائد والثوابت عرض الحائط، بل أصبحت أيضًا مرشدا لتنفيذ بعض الجرائم، ومنها جرائم مستجدة لم تكن موجودة من قبل! وفي هذا الإطار هناك دراسات تؤكد أن من أهم أسباب تدمير الشباب الذي يشكل 60% من المجتمع يكون بسبب الإدمان والتدخين، وتصدير البلطجة والعنف من خلال الشاشات، بالإضافة إلى الألفاظ النابية التي أصبحت يرددها الشباب دون حياء، فالأعمال الفنية الهابطة حاليا تعمل على طمس الهوية وإحداث اضطرابات اجتماعية، وترسيخ لقيم الهدم والفساد والبلطجة واللغة النابية المتدنية الهابطة، لأن الشخص يفعل كل هذه الأشياء وهو متبلد الإحساس، لأنه اعتاد رؤيتها باستمرار في الأعمال الفنية الهابطة.

تابع مواقعنا