اليوم الدولي للقضاء على العنف ضدّ النساء.. دعوات أوروبية لتعزيز الحماية وترسيخ ثقافة الاحترام
شهد العالم، في الخامس والعشرين من نوفمبر، إحياء اليوم الدولي للقضاء على العنف ضدّ النساء، وسط تأكيدات واسعة من القيادات السياسية والمؤسسات الإيطالية والأوروبية على ضرورة مواجهة هذا النوع من العنف الذي يطال ملايين النساء.
اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد النساء
وأكدت نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية روكسانا مِنزاتو والمفوّضة هادجا لحبيب إلى جانب الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، في بيان مشترك، أنّ العنف القائم على النوع الاجتماعي غير مقبول، مشدّدات على أنّ امرأة من كل ثلاث نساء في الاتحاد الأوروبي تتعرض للعنف.
وأشار البيان إلى أنّ وراء كل رقم امرأة انتُهِكت حياتها وصحتها وكرامتها، وأنّ العنف قد يتخذ أشكالًا متعددة ويطال أي امرأة وفي أي مكان.
وأوضحت القيادات الأوروبية أنّ الاتحاد اتخذ خطوات ملموسة، أبرزها الانضمام إلى اتفاقية إسطنبول واعتماد أول قانون أوروبي شامل لمكافحة العنف ضدّ النساء والعنف المنزلي، والذي يهدف إلى تعزيز الوقاية والحماية وتطبيق القوانين بصرامة.
كما حذّر البيان من انتشار العنف الإلكتروني ضدّ النساء، بما في ذلك نشر الصور íntime دون موافقة، وتزييف الصور بتقنية deepfake، والمطاردة الرقمية، والتحرش والتحريض على العنف والكراهية عبر الإنترنت، وأكدت المفوضية أنّ التشريع الجديد يفرض إزالة المحتوى غير القانوني سريعًا ويمنح الضحايا حماية ودعمًا أكبر، داعية الدول الأعضاء إلى الإسراع في إدماج هذه التوجيهات في التشريعات الوطنية.
وفي إيطاليا، شدّد رئيس الجمهورية سيرجيو ماتّاريلا على أنّ حرية النساء "مكسبٌ يجب الدفاع عنه يوميًا"، محذّرًا من تفشي أشكال جديدة من العنف المدعوم بالفضاء الرقمي وما يخلّفه من آثار نفسية وجسدية خطيرة، كما دعا إلى تبنّي لغة خالية من التمييز والابتعاد عن الخطابات التي تبرّر السيطرة الذكورية.
من جانبها، أكدت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني أنّ العنف ضدّ النساء "جريمة ضد حرية الجميع"، مشيرة إلى الجهود الحكومية التي شملت تشديد العقوبات، تعزيز قانون الكود الأحمر، مضاعفة التمويل للمراكز المتخصصة، وتوسيع برامج الحماية والدعم، مضيفة أنّ العمل يجب أن يستمر يوميًا لبناء "إيطاليا لا تشعر فيها أي امرأة بالوحدة أو التهديد".
وتميّزت المناسبة بإضاءة العديد من المؤسسات الرسمية – مثل مجلس النواب، مجلس الشيوخ، ووزارة الخارجية – باللون البرتقالي، في إطار حملة الأمم المتحدة "لونوا العالم برتقاليًا" التي ترمز إلى مستقبل خالٍ من العنف ضدّ النساء.
وفي سياق متصل، قدّم الفرع الإيطالي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة UN Women Italy تقريره الأول، الذي تضمن عشر مقترحات تشمل رفع معدل التوظيف النسائي إلى 70%، القضاء على فجوة الأجور، زيادة خدمات رعاية الأطفال، وفرض إجازة أبوة إلزامية لمدة ثلاثة أشهر، إضافة إلى إدراج التربية العاطفية في المدارس كخطوة أساسية للوقاية من العنف.
وأكد التقرير أنّ تحقيق التغيير يتطلب شراكة حقيقية مع الرجال بوصفهم حلفاء للنساء.
كما شهدت مختلف المدن الإيطالية فعاليات وتظاهرات وندوات، من ضمنها عرض "الأحذية الحمراء" في روما، ورشّح البرلمان الإيطالي للتصويت على قانون جديد يجرّم femminicidio كجريمة مستقلة.
وفي المقابل، أظهرت تقارير عدة الحاجة إلى حماية أكبر للنساء من الفئات الهشّة، وخصوصًا النساء ذوات الإعاقة، عبر برامج تدريب وتمكين وآليات تبليغ يسيرة ومحمية.
ويأتي هذا اليوم ليذكّر العالم بأنّ العنف ضدّ النساء قضية مجتمعية كبرى، تتطلب جهودًا تشريعية وثقافية وتربوية مستمرة لضمان مستقبل تزدهر فيه الحرية والكرامة للجميع.




