الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

إبراهيم عيسي والملحد

عاطف المختار
مقالات
عاطف المختار
الثلاثاء 25/نوفمبر/2025 - 04:39 م

المادة 67 من الدستور المصري تنص على أن "حرية الإبداع الفني والأدبي مكفولة، وتلتزم الدولة بالنهوض بالفنون والآداب، ورعاية المبدعين وحماية إبداعاتهم، وتوفير وسائل التشجيع اللازمة لذلك، (ولا يجوز رفع أو تحريك الدعاوى) بوقف أو مصادرة الأعمال الفنية والأدبية والفكرية أو ضد مبدعيها". 
‎‏
‎‏هكذا نصت المادة.. أما الواقع فمنذ أغسطس من العام المنصرم وقد فوجئ الوسط الثقافي والفني بمنع عرض فيلم "الملحد"، وهو من تأليف الكاتب والروائي إبراهيم عيسي، وهو المنع الذي لم يصدر من الجهات الرقابية المختصة بالأعمال الفنية.. بل إن العجيب فى الأمر أن الرقابة أجازت عرض الفيلم بدور السينما ولم تر فى الفيلم ما قد يؤخذ عليه من مآخذ أو محاذير أو دعوة للإلحاد أو ما شابه. 
‎‏
‎‏إبراهيم عيسي المثير للجدل دائما بآرائه وكتاباته ربما كان هو كلمة السر في ذلك المنع... ليس لأن الفيلم يدعو من خلاله الكاتب إلى الإلحاد بل لأن التربص أصبح هو السمة الغالبة لدى البعض تجاه أسماء بعينها أو شخوص معينة لهم آراء سابقة لم تكن ربما على " المزاج العام" لبعضهم، ‎‏فأصبح الحكم المسبق هو الأداة "الكابحة"  في أيديهم للجم الأفكار والآراء والتصورات. 
‎‏
‎‏حتى وإن عرجنا إليى ذلك الجانب الآخر والذي يتحدث عن تدخل "الأزهر الشريف " بمنع الفيلم.. 
‎‏فمساحة تدخل الأزهر الشريف فى الأعمال الفنية تكون حين يصبح هناك نصوص دينية إسلامية أو شروحات دينية جاءت على لسان صناع العمل، بصورة ملتبسة أو ما شابه، فتدعو حينها إلي التعديل أو التمرير.. ‎‏لا أكثر ولا أقل.


‎‏فلو تدخل الأزهر بمنع الأفكار والآراء والحجر عليها أو إبداء الرأي فيها، لأصبح الوضع كمن جاء بمكوك فضائي ليصلح أعطاله لدي "ميكانيكي سيارات" ‎‏والعكس صحيح بكل تأكيد.. فيمن يلبس عباءة الدين ويتحدث فى علومها وهو بعيد كل البعد عن دراستها دراسة شرعية متمكنة وحاصلا على الإجازة.‎‏

‏في النهاية انتصرت "الكلمة" وانتصر الرأي وانتصرت حرية التعبير التي نرجوها جميعا بحكم المحكمة الإدارية والذي صدر مؤخرا بإجازة عرض فيلم الملحد بدور العرض السينمائي، ‏هكذا رأي قضاء مصر الشامخ.. أنه لا منع لمبدع ولا منع لفن.. وأنهم مصطفون بقرارهم بجانب حرية الرأي والإبداع.
‎‏
‎‏وهذا ما دعت إليه الجمهورية الجديدة.. وهذا ما نصبو إليه جميعا.. أن تكون حرية الرأي والإبداع والرأي والرأي الآخر دون تقييد أو حجر أو منع.. وألا تكون هناك وصاية على شعب عظيم.. عرف قديما بحضارته التي مازالت تبهر الجميع، ‎‏أما نحن فليس لنا سوى السعي بأن نعيد لبلادنا هذا التقدم والازدهار والنمو.. وهذا لن يتأتى سوي بمنح مزيد من الحرية لكل مبدع كل في مجاله.

تابع مواقعنا