دراسة تكشف تأثير تغيّرات العضلات على صحة الجسم
شهدت الساحة العلمية مؤخرًا طرح توجه جديد في فهم العلاقة بين التغيرات الجسدية والصحة الأيضية، إذ أظهرت دراسة بريطانية أن شكل عضلات الأرداف، وليس حجمها فقط، قد يكون مؤشرًا مهمًا على احتمالات الإصابة بمرض السكري والتغيرات المرتبطة بالشيخوخة، وذلك وفقًا لما نشر في upi.
دراسة تكشف تأثير تغيّرات العضلات على صحة الجسم
ركز الباحثون على عضلة الألوية الكبرى، وهي أكبر عضلات الجسم والمسؤولة عن الحركة والتوازن، باعتبار أن أي تغيير في بنيتها قد يعكس حالة الجسم الصحية بشكل عام.
اعتمدت الدراسة على تحليل أكثر من 61 ألف صورة رنين مغناطيسي من قاعدة بيانات البنك الحيوي البريطاني، إلى جانب معلومات دقيقة عن تاريخ المشاركين الطبي ونمط حياتهم وقياساتهم الجسدية. سمح ذلك للفريق البحثي بتقييم 86 متغيرًا صحيًا وسلوكيًا، وربطها بالتحولات في شكل عضلات الأرداف بمرور الوقت.
وأوضحت الباحثة المشاركة مارجولا ثاناج أن استخدام تقنية نمذجة ثلاثية الأبعاد للأشكال كان أساسيًا في كشف مواقع تأثر العضلات بدقة، بخلاف الدراسات السابقة التي ركزت على الحجم العام فقط.
وأظهرت النتائج أن الأشخاص الأكثر نشاطًا بدنيًا يمتلكون شكلًا عضليًا أكبر وأكثر صحة في منطقة الألوية الكبرى، بينما ارتبطت الشيخوخة، الضعف العام، وقلة الحركة، خاصة الجلوس لفترات طويلة بترقق واضح في العضلة.
كما بينت المعطيات أن الرجال الذين يصنفون كضعفاء يعانون من فقدان أكبر في كتلة الألوية مقارنة بالنساء في الحالة نفسها، ما يشير إلى اختلافات بيولوجية مرتبطة بالجنس.
وفي ما يتعلق بمرضى السكري من النوع الثاني، ظهرت الفروق أكثر وضوحًا. فقد أظهر الرجال المصابون بالسكري ترققًا ملحوظًا في عضلة الألوية الكبرى، بينما سجلت النساء زيادة في كتلة هذه العضلة.
ويرجح الباحثون أن زيادة حجم العضلة لدى النساء ناتجة عن تسلل الدهون داخل الأنسجة وليس نموًا عضليًا حقيقيًا، ما يعكس اضطرابًا أيضًا بدلًا من تحسن صحي.
وأكدت الباحثة لويز توماس، المؤلفة الرئيسية للدراسة، أن عضلة الألوية الكبرى تلعب دورًا جوهريًا في الصحة الأيضية.
