عالم التلاوة
كشعاع الشمس، شقت حناجرهم المسكونة بالموهبة والجمال الذي حباهم الله بهما، سكون النسيان وربما الإهمال، تسكب الدفء في قلوبنا، لتعلن عن جيل جديد من حملة كتاب الله، أكاد أراه من نافذة المستقبل، يتأهب لحمل راية التلاوة من عظماء رحلوا خلدتهم أصواتهم، وهي ترتل كلام رب العزة، كالنجوم تضيء سماء دولة التلاوة، أمثال الشيخ محمد رفعت، والمنشاوي، والحصري، وغيرهم.
مرات معدودة على أصابع اليد التي توقفت فيها أمام التليفزيون، أتابع بشغف برنامج أو حدث، برنامج دولة التلاوة أحدها، أحرص على مشاهدته الآن بانتظام، أجدني في كل مرة منجذبا إليه، أستمع بحماس لأصوات أطفال وشباب تصدح كالبلابل، تدلف إلى القلوب بلا استئذان.
كنوز مدفونة منسية تبحث عن من يكشفها، ينزع عنها غبار الإهمال، أفسح لها، هذا البرنامج الطريق للظهور.
لا مجال للمحاباة، أو الواسطة والمحسوبية هنا، العلم والدراسة والموهبة وحدها تفرض نفسها في هذا البرنامج، الذي حقق ما يزيد عن 168 مليون مشاهدة على المنصات الرقمية بعد عرض 4 حلقات فقط، إلى جانب تصدره قوائم التريند على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر وعدة دول عربية.
لماذا لا نستغل الشعبية الواسعة التي حظي بها البرنامج، ونطور الفكرة ونخرج بها من نطاقها المحلي، كتنظيم مسابقة عالمية، ننتقل فيها من،،دولة التلاوة،، إلى،، عالم التلاوة،، مثلا يشارك فيها متسابقون من كافة دول العالم، ويمنح الفائزون فيها ألقاب وجوائز تناسب هذا الحدث؟
ويمكن أيضا تقسيمها إلى عدة فروع، لتضم إلى جانب التلاوة، مسابقة لحفظ القرآن، وأخرى للحديث النبوي الشريف، وهكذا، على أن تتولى جهة بحجم وتاريخ وقيمة الأزهر الشريف تنظيمها، وتبني الفائزين فيها من الصغار في معاهد تدريب يتم إعدادها لهذا الغرض.
مرة أخرى أوجه التحية لبرنامج،، دولة التلاوة،، والقائمين عليه، فبفضلهم وحدهم تم كشف كنوز مصرية ربما لم يكن أحد ليعلم بوجودها بالأساس، ولا شك أن هناك مواهب أخرى في مجالات كثيرة أيضا لا تجد من يأخذ بيدها، ولن أضيف جديدا بالدعوة لإطلاق برامج مماثلة لاكتشاف نوابغ في كل المجالات، وهناك من دعا إلى ذلك أيضا.
الفرصة مهيأة لأن تبدأ مصر استعادة ريادتها مجددا بتبني العديد من هذه النوعية من البرامج، لتصبح مفرخة للنوابغ والعلماء في كل العلوم والمجالات، وليس تلاوة القرآن الكريم فقط، أتمنى أن تتبنى الدولة الفكرة وأن تأخذ المبادرة وتبدأ الآن وليس غدا.


