أعدموا هؤلاء.. فالمدارس أصبحت أخطر من الشارع
نحن أمام لحظة مفزعة، لحظة لا يمكن السكوت عنها، ولا تبريرها، ولا تمريرها تحت أي بند من بنود “الأحداث الفردية”. ما رأيناه مؤخرًا داخل بعض المدارس في مصر—من تحرّش بطفل، واعتداء، وتجرّؤ على براءة صغار لم يتجاوزوا سنَّ الحياة نفسها—ليس جريمة عابرة، بل ناقوس خطرٍ معدنيٌّ يصطكّ في أذن مجتمع كامل.
أن يصل الحال إلى أن طفلًا يتحوّل إلى وحش صغير، يحاول اغتصاب طفلة وقتلها في حمّام مدرسة، فهذه ليست حادثة، بل كارثة أخلاقية وتربوية وأمنية لا يمكن حتى تخيّلها.
أطفال؟
نعم… أطفال.
لكن الجريمة جريمة، والضحية ضحية، والدمع الذي سقط… لا يعرف عمر الجاني.
وما يزيد الطعنة سوءًا… أن هناك أيضًا حوادث أخرى والجناة مشرفون وعمال مدارس، يُفترض أنهم “عين المدرسة على الأبناء”، فإذا بهم يتحولون إلى أيدٍ دنسة خانت المهنة، وخانت الأمانة، وخانت الطفولة والإنسانية نفسها.
هؤلاء ليسوا منحرفين عاديين… هؤلاء قنابل موقوتة كانت تمشي بين الأطفال كل يوم.
نحن لا نملك رفاهية الحديث المنمّق، ولا وقتًا لإلقاء اللوم في الهواء.
ما يحدث اليوم في بعض المدارس هو علامة فساد اجتماعي، وتفكك تربوي، ونتيجة مباشرة لترك الأبواب مفتوحة للعنف، والإباحية الرقمية، وانعدام القدوة، وضعف الرقابة.
الخوف الحقيقي؟ ليس مما حدث، بل مما قد يحدث إن لم يتحرك هذا المجتمع بسرعة البرق.
الخوف من أننا قد نصحو يومًا فنجد أن مدارسنا—التي كانت مأمن الصغار—صارت ساحات خطر…
أن ما نراه اليوم قد يصبح “عاديًا”…
أن أجيالًا كاملة تنمو بلا حسّ، بلا وازع، بلا أخلاق.
وللأسف… نحن وصلنا إلى مرحلة أصبح فيها الأهالي يخافون من إرسال أولادهم وبناتهم إلى المدارس، ليس خوفًا من ميكروب ولا فيروس…
بل من أخطر وأشد:
من بشر بلا ضمير، قادرين على أن ينهشوا طفولة طفل، ويحطّموا حياة بنت، ويدفنوا مستقبل أسرة كاملة.
وهنا يصبح المجتمع كله في مهبّ الريح.
إذن… الحل؟
١) تشريع واضح وحازم
قوانين صارمة تُطبَّق دون استثناء على أي اعتداء على طفل—مهما كان عمر الجاني—مع برامج تأهيل إلزامية للأطفال المنحرفين سلوكيًا تحت رقابة الدولة.
٢) رقابة حقيقية داخل المدارس
كاميرات في كل ممر
مشرفون مدرسيون مدرَّبون
خط ساخن داخلي فوري للإبلاغ
صفرُ تساهل مع أي موظف يستهين بشكوى طفل
٣) إعادة بناء التربية من جديد
مدارس بلا وعي… تنتج أجيالًا بلا ضمير.
يجب إدخال برامج توعية جنسية سليمة، وتعليم احترام الجسد، ولغة لا تخجل من حماية الأطفال.
٤) دور أسري لا يقبل الغياب
بيت يترك الطفل لساعات أمام الإنترنت دون رقابة…
بيت لا يشرح، ولا يحاور، ولا يسمع…
هو بيت يزرع كارثة تنتظر الانفجار.
٥) محاسبة إدارية صارمة
مدرسة شهدت إهمالًا؟
إدارة كاملة تُستبدل فورًا.
لا شكرًا على الخدمة… ولا ترقيات… ولا صور تذكارية.
وأخيرًا: أعدموا هؤلاء… وأعدموا الجهل.
أعدموا الإهمال.
أعدموا الصمت.
أعدموا الأسباب قبل أن تُعدم النتائجُ أبناءنا.
هذا المجتمع لن يغفر لأحد إذا تراخى في حماية أطفاله.


