الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

"عين ذكية لا تنام".. كيف يقود الذكاء الاصطناعي ثورة جديدة لحماية الطلاب من العنف والتحرش في المدارس؟

طوني عوض
مقالات
طوني عوض
الخميس 27/نوفمبر/2025 - 01:45 م

بصفتي متخصصا في تكنولوجيا المعلومات ومؤسس شركة ثري إيه ديجيتال، أصبحت أكثر اقتناعا من أي وقت مضى أن البيئة التعليمية تحتاج إلى منظومات أمنية أكثر تطورا، خصوصا مع تزايد قضايا التنمر، العنف، والتحرش داخل المدارس، وأن دور التكنولوجيا لم يعد مجرد عامل مساعد، بل تحول إلى عنصر محوري في تشكيل بيئة تعليمية أكثر أمانا واستقرارا.

المراقبة تتحول من كاميرا صامتة إلى منظومة تفهم المشهد

الكاميرات التقليدية كانت دائمًا أداة توثيق، تظهر ما حدث بعد فوات الأوان، أما اليوم، ومع قوة الذكاء الاصطناعي، أصبح بإمكاننا تحويلها إلى “عين ذكية لا تنام”، قادرة على الفهم والتحليل الفوري والزمني للأحداث، هذه الأنظمة تستطيع التعامل مع:
• تحليل لغة الجسد (Pose Estimation): رصد أي حركة عنيفة أو سلوك غير طبيعي في اللحظة نفسها.
• كشف السلوكيات المشبوهة: مثل تجمع مجموعة حول طالب واحد، أو دخول أشخاص لمناطق معزولة داخل المدرسة.
• التعرف على الأسلحة والأدوات الخطرة: وإرسال إنذار فوري قبل أن تتحول النية إلى فعل.
هذا التحول من دور “التوثيق” إلى “التحليل الاستباقي” هو ما يصنع الفارق الحقيقي في منع الحوادث قبل حدوثها.

الذكاء الاصطناعي.. أداة حقيقية للحد من التحرش

التحرش المدرسي غالبا ما يحدث في صمت، وبعيدا عن الكاميرات أو أعين المراقبين، هنا تظهر قوة الذكاء الاصطناعي في مراقبة المناطق الحرجة، وتحليل الاقتراب الجسدي غير الطبيعي، والتنبيه عند وقوع سلوك عدواني يصعب على الإنسان ملاحظته.

التدخل هنا يصبح سريعا، والضرر يتم منعه قبل أن يتفاقم.

خصوصية الطلاب.. خط أحمر لا يمكن تجاوزه

تطبيق هذه التقنيات يتطلب حساسية شديدة تجاه خصوصية الطلاب، لذلك تعتمد الأنظمة الحديثة على:


• تشفير كامل للبيانات


• تحليل السلوك دون تخزين هوية


• وعدم اللجوء للتعرف الشخصي إلا في أضيق الحدود وبإجراءات قانونية واضحة بهذا التوازن نستطيع حماية الطلاب دون المساس بحقوقهم.

كلمة أخيرة

لقد أصبح دمج الذكاء الاصطناعي في المنظومات الأمنية داخل المدارس ضرورة وليس رفاهية، نحن ننتقل فعليا من مرحلة “رد الفعل بعد وقوع المشكلة” إلى مرحلة “الاستباقية” ومنع أي تهديد قبل ظهوره.

الكاميرات الذكية اليوم لا تراقب فقط… بل تفهم ما يحدث.

وهذه القدرة تمنحنا الفرصة لبناء بيئة تعليمية خالية من الخوف، وأكثر دعما للصحة النفسية لطلابنا.

إن الاستثمار في هذه التقنيات هو استثمار في مستقبل أبنائنا، وفي استقرار العملية التعليمية ككل.

تابع مواقعنا