قرية الصيادين بنويبع جنوب سيناء متعة السياحة.. مبانيها من البيئة وفرشها من المشغولات البدوية
مدينة نويبع بجنوب سيناء واحدة من أهم المدن السياحية بجنوب سيناء، تضم العديد من الوديان والتجمعات البدوية، وبها أول قرية سياحية تم افتتاحها عام 1985 بحضور ثلاث رؤساء دول.
قرية الصيادين: قطعة من جمال الطبيعة
تقع قرية الصيادين بين أحضان الطبيعة، وفي بقعة خلابة من الجمال على أرض نويبع، أهم مدن جنوب سيناء، وتطالعك بملامحها وسماتها السياحية الخاصة، فهي أول قرية سياحية تقام في هذه المنطقة.
بدء العمل فيها بعد تحرير سيناء
حافظت قرية الصيادين على شكلها الذي افتتحت به قبل 40 عامًا، وكان حضور الرؤساء الثلاثة حفل الافتتاح بمثابة تأكيد أن هذه البقعة الجغرافية عزيزة على قلب كل عربي، وقد أثنى الرؤساء الثلاثة على مستوى الخدمة بالقرية والطراز الذي بنيت عليه.
ومنذ تأسيس القرية حرص ملاكها على أن تكون قطعة من الطبيعة التي تحيطها، فتم بناؤها من طابق واحد لتأخذ الطابع البدوي، ودخل في بنائها الكثير من الخامات البيئية كجذوع الأشجار والحطب والطوب أو الأحجار، بالإضافة إلى السعف والسلال. ولم يقتصر هذا النمط على المباني، بل امتد أيضًا إلى الديكورات والمفروشات، فالسجاد والستائر والمفارش وأغطية الأسرة يدوية الصنع، وقد تم الاستعانة بمن لديهم مهارات في الصناعات اليدوية من القبائل السيناوية، فظهر المكان كجزء من جغرافية المنطقة.
وحرص المسؤولون على التطوير من فترة إلى أخرى، وإقامة معسكرات للشباب من القبائل البدوية المحيطة لتدريبهم على صناعة بعض المنتجات اليدوية بروح بدوية، وعرضها في بازار القرية، حيث يحرص بعض زوار القرية على شراء بعض القطع التذكارية من هذه المشغولات اليدوية.
رغم بساطتها، حصلت قرية الصيادين على درجة ثلاث نجوم سياحية، وعلى الرغم من سعتها الفندقية التي لا تتجاوز 99 غرفة، فإنها تتوافر فيها كل سبل الرفاهية، بالإضافة إلى تمتعها ببعض المميزات التي تنفرد بها عن غيرها. فهي تقع مباشرة على شاطئ البحر الأحمر، وهذا يتيح للزائر التمتع بالجلوس على البحر مباشرة في جلسات بدوية خالصة، وتتكون من جذوع نخيل ووسائد من صوف الأغنام، ويحيط بالقرية الجبال في تكوينات طبيعية خلابة، وهو ما يجعلك تفضل البقاء للاستمتاع بهذه الأجواء، خاصة مع حفلات الشواء والرقص على إيقاع الأغاني البدوية.
جو نويبع المعتدل
يعزز جو نويبع المعتدل، الخالي من الرطوبة، وارتفاع نسبة الأكسجين، والشمس الساطعة طوال العام، فرص الاستمتاع بجمال الطبيعة.
تضم القرية حمام سباحة، وقاعة للبلياردو، وقاعة اجتماعات، ومطعمًا راقيًا اشتهر بإعداد الكثير من الأكلات المصرية وتقديم أطباق السمك الطازجة الخارجة من البحر مباشرة.
تقع قرية الصيادين في رحاب قبيلة المزينة ذات الشهرة الواسعة، لكونها تنتمي لأشهر بطون القبائل العربية الكبيرة، التي ينحدر من سلالتها الكثير من الصحابة، كما أنها المكان الذي عبر منه سيدنا موسى إلى شبه الجزيرة العربية، ويطلق عليه طريق الصعدة، ويمكن لأي فرد مشاهدة عمود خرسانة غُرس في الأرض طوله 30 مترًا، وفي الجهة المقابلة من شاطئ البحر وعلى نفس الاستواء يقع نظيره على الأراضي السعودية، وقد قام بنصب هذين العمودين بعض الفرق الاستكشافية.
تضم قرية الصيادين 99 غرفة
كما يسمح موقع قرية الصيادين الجغرافي المميز لزائرها أن يحظى بعدة زيارات سياحية متنوعة، فهناك وعلى مقربة من القرية، لعشاق السياحة الثقافية، تقع قلعة نويبع، وهي مركز تاريخي لشرطة الهجانة لحفظ الأمن، وأيضًا قلعة صلاح الدين التي بناها السلطان صلاح الدين الأيوبي فوق جزيرة سيناء لحماية الحدود الشرقية لمصر، وقد دفعت هذه القلعة بجدارة الأخطار عن مصر والحجاز والأردن وفلسطين، خاصة أثناء الحروب الصليبية. وعند زيارة القلعة ستذكرك أروقتها بأجواء المعارك التي دارت فيها، وسوف تلمح أعلى القلعة برج حمام مصمم بشكل أنيق كان يستخدم للحمام الزاجل وقتها.
عشاق الغطس والمغامرة
أما عشاق الغطس والمغامرة فيمكنهم التمتع بمشاهدة كل ألوان الجبال التي تتخللها الكثير من العيون والآبار ذات المياه الصافية من طريق القرية إلى أن تصل إلى جزيرة فرعون المرجانية، على بعد نحو 30 كيلومترًا، وهي مليئة بالشعب المرجانية النادرة وعمقها أكثر من 200 متر، وتُعامل كمحمية طبيعية.
ولكن لن تكتمل المغامرة من دون قطع منطقة كلر كانيون ووادي وتير، الذي يعد من أكبر الوديان في شبه جزيرة سيناء، حيث تهطل فيه الأمطار بطول 7 أمتار، أما عشاق الصيد فيمكنهم من القرية على شاطئ خليج العقبة التمتع بهوياتهم، فالبحر في هذه المنطقة يحوي الكثير من أنواع الأسماك، ومنها الحيتان، بالإضافة إلى أن المكان مليء بأنواع كثيرة من الطيور، أشهرها البط المهاجر وأبو قردان.
جمال الليل في قرية الصيادين
وفي الليل يمكنك التمتع بجولة بين القرية وجيرانها على ظهر أحد الخيول، أو موتوسيكلات الرمل المتوافرة بالقرية، التي يتوافد عليها عدد كبير من السياح من جنسيات أوروبية، من ألمانيا وسويسرا وإيطاليا وإنجلترا وفرنسا، وأغلبهم يأتي للقرية للاستجمام والراحة.



