كأس العرب.. بطولة فرضت نفسها على الساحة لتصبح تحت مظلة فيفا منذ 2021
منذ عودتها في 2021 بصيغة جديدة، قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الإشراف على بطولة كأس العرب والتي نجحت في الانتقال من مجرد مسابقة إقليمية متقطعة إلى حدث كروي كبير يحظى باهتمام جماهيري ورسمي واسع، لتفرض نفسها بقوة على خريطة البطولات الدولية خلال السنوات الأخيرة.
عودة بحضور عالمي
بعد غياب دام 9 سنوات، جاءت نسخة 2021 مختلفة تمامًا عن النسخ السابقة، إذ أقيمت لأول مرة تحت مظلة فيفا وبمشاركة 16 منتخبًا عربيًا، في خطوة منحت البطولة صبغة رسمية وجاذبية أكبر للمنتخبات والجماهير ووسائل الإعلام رغم غياب بعض اللاعبين المؤثرين في المنتخبات، وتوقيتها الذي كان خارج الأجندة الدولية.
اعتماد البطولة رسميًا ضمن أجندة فيفا أعاد لها قيمتها، وجعل المنتخبات تتعامل معها باعتبارها منافسة حقيقية ذات وزن، وليست بطولة ودية أو استثنائية كما كانت تُصنَّف في عقود سابقة.

تنظيم قطري وضع البطولة في مستوى عالمي
وجاءت نسخة 2021 في قطر لتشكل علامة فارقة، إذ استُخدمت فيها ملاعب كأس العالم 2022 وأنظمة تقنية وتنظيمية مطابقة لأكبر بطولات كرة القدم.
الاستعدادات، الحضور الجماهيري، والقدرات اللوجستية الكبيرة التي ظهرت خلال البطولة رسخت صورة جديدة لكأس العرب، وقدمت نسخة اعتبرها كثيرون “بروڤة عالمية” قبل المونديال، ما ساهم في ترسيخ ثقة الفيفا في استمرارية البطولة مستقبلًا.

لقب جديد على خريطة الأبطال
شهدت النسخة التي أُقيمت تحت إشراف الفيفا تتويج منتخب الجزائر لأول مرة في تاريخه، بعد فوزه على تونس في النهائي.
التنظيم الحديث، والحضور الإعلامي الضخم، والندية الكبيرة بين المنتخبات، منح اللقب قيمة أكبر من أي وقت مضى، وفتح الباب لمرحلة جديدة من المنافسة على البطولة.

الاستمرارية رسالة قوة
نجاح نسخة 2021 دفع فيفا لإعلان استمرار البطولة وإقامتها بشكل دوري في قطر خلال النسخ المقبلة، في خطوة تؤكد أن كأس العرب لم تعد بطولة عابرة، بل مشروعًا رياضيًا معترفًا به يسعى فيفا لتطويره وترسيخه، وهذا القرار منح البطولة استقرارًا مؤسسيًا، وأعادها إلى روزنامة الكرة العربية والدولية بوصفها حدثًا ثابتًا وذا قيمة فنية وتسويقية وجماهيرية.
أثر مباشر على الكرة العربية
بجانب كل هذا، أعاد اعتماد البطولة رسميًا تنشيط المنافسات بين المنتخبات العربية، ووفر فرصة ذهبية للمنتخبات الصاعدة ولاعبي الفئات العمرية للظهور على مستوى دولي.
كما أتاح للاتحادات العربية منصة قوية لقياس مستويات فرقها بعيدًا عن ضغوط البطولات القارية الأشد تعقيدًا، بينما منح المنتخبات الكبرى فرصة لتعزيز حضورها في بطولة تحمل هوية عربية خالصة.

بطولة أصبحت ضرورة عربية
اليوم، وبعد 4 سنوات من نسخة 2021، تبدو كأس العرب جزءًا أصيلًا من المشهد الكروي، فهي بطولة استطاعت أن تفرض نفسها بأدائها وتنظيمها واعتمادها الدولي.
ومع النسخ المقبلة، تبدو المنافسة مرشحة للتحول إلى واحدة من أهم البطولات الإقليمية في العالم، خصوصًا مع دعم الفيفا واستمرار التنظيم الاحترافي.


