محمد العبار يعيد الحياة لـ غويدو ريني التاريخية بالعاصمة الإيطالية بالتحالف مع كويما
وافق مجلس إدارة شركة "سي دي بي ريال أسيت إس جي آر"، الذراع الإداري للأصول العقارية والبنية التحتية للمجموعة الوطنية الترويجية الإيطالية "سي دي بي" والخاضعة لسيطرة وزارة الاقتصاد والمالية، على اختيار شركة "كويما إس جي آر" لتكون شريك التطوير الرئيسي لإعادة التأهيل واسعة النطاق لثكنات "غويدو ريني" التاريخية في العاصمة الإيطالية روما، ويأتي هذا القرار الحاسم عقب مناقصة تنافسية انطلقت في يناير 2025، وشملت في بدايتها ستة متقدمين، تم تقليص قائمتهم في المراحل النهائية إلى ثلاثة.
سيتم تنفيذ المبادرة الضخمة من خلال إدراج موقع "غويدو ريني" ضمن صندوق استثمار مخصص وجديد تديره شركة "كويما إس جي آر"، مع ضمان استمرار مشاركة "سي دي بي ريال أسيت" عبر صندوق الاستثمارات من أجل التثمين ("إف آي في"). ومن المتوقع أن يصل إجمالي حجم الاستثمار المخطط له في عملية إعادة التطوير هذه إلى نحو 400 مليون يورو، مما يعكس الثقل الاقتصادي والثقافي للمشروع بحسب بيان على موقع شركة كويما.
تحالف دولي يمول التجديد الحضري
ويحظى صندوق الاستثمار الجديد بمساندة قوية من نخبة من كبار المستثمرين الإيطاليين والدوليين، وهو ما يؤكد على المكانة المتزايدة لروما كواحدة من أكثر أسواق العقارات حيوية وديناميكية في القارة الأوروبية.
وفي خطوة استراتيجية، دخلت شركة "كويما" في شراكة مع "إيجل هيلز"، وهي شركة خاصة متخصصة في التطوير والاستثمار العقاري ومقرها أبوظبي أسسها رجل الأعمال محمد العبار، وذلك بهدف إعادة تطوير الثكنات السابقة. وتشارك "كويما" في المشروع عبر "صندوق كويما إس جي سيتي إمباكت"، الذي يُعد أكبر صندوق وطني لإعادة تأهيل المدن في إيطاليا، ويضم قاعدة واسعة من المستثمرين المؤسسيين الإيطاليين البارزين.
ويعزز مشروع "غويدو ريني" التعاون الراسخ بين "كويما" و"سي دي بي ريال أسيت إس جي آر"، الذي تجسد سابقًا في تطوير قرية الألعاب الأولمبية الشتوية 2026 في ميلانو، والتي من المقرر أن تتحول لاحقًا إلى أكبر سكن طلابي ميسور التكلفة في إيطاليا بعد انتهاء الألعاب. ومن خلال صندوقها "سيتي إمباكت"، تستفيد "كويما" من قاعدة مستثمرين واسعة وخبرة عميقة في التطوير والإدارة العقارية.
مشروع متعدد الاستخدامات ومعلم ثقافي جديد
يتميز المشروع بموقعه الاستراتيجي في قلب حي "فلامينيو" الثقافي، الذي يحيط به عدد من المعالم العالمية المرموقة مثل متحف ماكسي الشهير للمصممة الراحلة زها حديد، وقاعة "أوديتوريوم باركو ديلا موسيكا" للمهندس رينزو بيانو. وتمتد المنطقة على مساحة خمسة هكتارات وتضم ثلاثة وعشرين مبنى صناعيًا سابقًا. ويهدف المخطط إلى تطوير حي حضري متكامل ومتعدد الاستخدامات يجمع بين عروض سكنية عصرية، وإسكان طلابي مخصص، ومرافق ضيافة، ومتاجر راقية، بالإضافة إلى توفير مساحات عامة حيوية لخدمة المجتمع المحلي.
وكجزء لا يتجزأ من المخطط الرئيسي، سيتم تخصيص جزء من الموقع لبلدية روما لإنشاء "متحف العلم" الجديد تحت مسمى "ساينس فورست". وتُعد هذه المؤسسة الثقافية، التي ستبلغ مساحتها 18 ألف متر مربع، مبادرة مشتركة سيتم تمويلها جزئيًا بمساهمة قدرها 43 مليون يورو من صندوق المشروع، مما سيعزز من النظام البيئي الثقافي لحي "فلامينيو" كمعلم علمي جديد للمدينة.
التزام "إيجل هيلز" بالتراث والتنمية الحضرية
تمثل هذه المبادرة توسعًا نوعيًا في محفظة "إيجل هيلز" الأوروبية الآخذة في النمو. وتشتهر الشركة، التي تنشط في أكثر من أربع عشرة دولة، بتطوير مجتمعات حضرية متكاملة تحقق تأثيرًا اقتصاديًا واجتماعيًا طويل الأمد. ويأتي مشروع روما بعد نجاح الشركة في إعادة تطوير فندق "ديه باينز" التاريخي في مدينة البندقية بالشراكة مع "كويما"، مؤكدًا التزامها بتطوير مشاريع تحافظ على التراث المحلي وتعزز الحياة الحضرية وتساهم بفعالية في المشهد الثقافي والاقتصادي للمدن.
وفي تعليق له، قال مانفريدي كاتيلا، الرئيس التنفيذي لشركة كويما: "إن بدء هذا الفصل الجديد في روما بالشراكة مع سي دي بي ريال أسيت إس جي آر، التي تمثل الحكومة الإيطالية، هو شرف نحمله بمسؤولية عالية، خاصة بالنظر إلى التراث الاستثنائي لهذه المدينة وأهمية منطقة فلامينيو". وأكد كاتيلا أن توسيع الشراكة مع إيجل هيلز سيساهم في جلب خبرات عالمية في تطوير المدن، بالتعاون الوثيق مع جميع الجهات الوطنية والمحلية المعنية.
