من المدرسة للجامعة.. رحلة شاب من ذوي الهمم مع التنمّر: طردوني من المدرسة بحجة إني بخوّف العيال
منذ خطواته الأولى داخل أسوار المدرسة، لم تكن حياة شاتيلا محمد عبد القادر من ذوي الهمم سهلة، فلم يكن الصغير يعاني من مشكلة معرفية أو سلوكية، بل من إعاقة حركية فقط، ورغم ذلك، تحولت المدرسة إلى أول ساحة مواجهة مع العالم.
رحلة شاب من ذوي الهمم مع التنمّر
في بداية حديثه مع القاهرة 24، تذكر شاتيلا بمرارة حديث مديرة المدرسة له في بداية حياته التعليمية قائلًا: قالتلي مالكش مكان هنا، إنت بتخوّف العيال، روح مدرسة لذوي الإعاقة اللي عندهم صرع.

ولم تكن الكلمات مجرد رفض، بل حكم قاسٍ بأن وجوده زي عدمه، كما قالوا لوالدته، التي خرجت يومها تحمل طفلها وتكتم دموعها.
ونجح شاتيلا رغم كل الصدمات الأولى، وواصل الدراسة حتى حصل على مجموع 97.5%، وبالنسبة إليه، كانت تلك النتيجة بداية أمل جديد/ لكن بوابة الجامعة لم تكن أكثر رحمة.
وخضع لكشف طبي وإجراءات قبول، ورغم أن إعاقته الحركية لا تؤثر على قدرته العقلية، تعامل البعض معه وكأنه عاجز عن التعلم قائلًا: سقط في 17 مادة وتلقى إنذارين بالفصل.
إهانات وتجاوزات.. حين يتحول الدعم إلى قهر
عندما ذهب شاتيلا لاستكمال أوراقه، تفاجأ بسلوك مسؤول ذوي الهمم داخل الجامعة: قال لي: إنت ما بتعرفش تقرا ولا تكتب، أهلك دخلوك إزاي؟، ولم يكتفِ بالكلام، بل رمى أوراقه وهاتفه على الأرض وأجبره أن ينحني ليلتقطهما.
ووفقا لرواية شاتيلا، ففي اختبار الذكاء طلب منه المسؤول بحسب زعمه، أن يدوّن نسبة ذكائه 30% بدلًا من 100%، فقط لتبرير حاجته لمرافق داخل اللجان. وفي يوم الامتحان، يؤكد أنه انتظر نصف الوقت بلا أي مساعدة بعد غياب المرافق الذي وُعِد به، بينما كان زملاؤه يواصلون الإجابة.
حلم بسيط.. أن يُعامل كإنسان طبيعي
رغم كل ذلك، لا يتحدث شاتيلا بغضب بقدر ما يتحدث بأمنية واحدة: نفسي أتعامل بشكل طبيعي، وأنا طبيعي، عندي بس مشكلة حركية.
وبحلم شاتيلا، أن يسافر وحده دون أن يُمنع، وأن يكمل تعليمه بدون مشاكل، وأن يجد من يحترم اختلافه دون أن يجرده من إنسانيته.




