الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

تشغيل عيادة ميدانية في دراو لخدمة المصريين واللاجئين السودانيين بأسوان

أطباء بلا حدود
أخبار
أطباء بلا حدود
الثلاثاء 02/ديسمبر/2025 - 02:21 م

أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، بالتعاون مع مؤسسة أم حبيبة، عن تشغيل عيادة ميدانية متنقلة في خمسة مواقع مختلفة بمركز دراو في محافظة أسوان جنوب مصر، وذلك منذ يناير 2025، بهدف دعم النظام الصحي المحلي وتوفير خدمات الرعاية الطبية الأساسية للمصريين واللاجئين السودانيين الذين يواجهون صعوبة في الحصول على العلاج في أماكن أخرى.

أكثر من 17 ألف خدمة طبية منذ بدء التشغيل

وبحسب بيانات المنظمة، قدّم الفريق المشترك ما يزيد على 7265 استشارة عامة، و6600 استشارة للأمراض غير المعدية، إلى جانب 1470 استشارة للصحة النفسية، و2440 جلسة للتوعية الصحية، ما يعكس الإقبال المتزايد على الخدمات المجانية التي تُقدّم في إطار البرنامج المشترك بين الجانبين.

وينطلق الفريق يوميًا في ساعات الصباح الباكر إلى المواقع الخمسة المحددة داخل مركز دراو، ويضم أطباء وممرضين وأخصائيين نفسيين ومسؤولي توعية صحية، لتقديم الرعاية الطبية الأولية للمصريين واللاجئين السودانيين الذين يعيش كثير منهم في مناطق نائية أو في أوضاع اقتصادية صعبة.

مشاركة مجتمعية لتعزيز الوصول للسكان

وتؤكد أطباء بلا حدود أن المشاركة المجتمعية تمثل ركيزة أساسية في نجاح المشروع، خاصة بعد أن أدركت الفرق الميدانية منذ بداية الأنشطة أن الوصول إلى السكان المتضررين — سواء المصريين أو السودانيين — يتطلب تواصلًا مباشرًا وتفاعلًا مستمرًا معهم لفهم احتياجاتهم.

وبينما يتعايش السكان المحليون واللاجئون السودانيون في أسوان، إلا أن الظروف والاحتياجات تختلف بشكل واضح. ويواجه السودانيون، خصوصًا الفارّين من الحرب الأخيرة، تحديات تتعلق بالوضع القانوني الذي غالبًا ما يحدّ من قدرتهم على التحرك بحرية أو اللجوء للمرافق الصحية خوفًا من التعرض للمضايقات أو التهديد.

ويقول موسيس لوهانجا، مدير أنشطة التوعية الصحية في أطباء بلا حدود بمصر، إن آثار الحرب تركت عبئًا نفسيًا كبيرًا على اللاجئين، موضحًا: "نرى كثيرًا من المرضى يعانون من القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة بسبب ما مرّوا به في السودان أو خلال رحلة النزوح، بالإضافة إلى انعدام اليقين بشأن حياتهم الحالية".

<strong>صورة تعبيرية</strong>
صورة تعبيرية

اعتماد موسّع على قادة المجتمع

وتعتمد الفرق على شبكات التوعية المجتمعية باعتبارها حلقة الوصل الأساسية بين المنظمات والسكان، إذ يتعاون فريق أطباء بلا حدود مع قادة مجتمع محليين ومنظمات قاعدية للوصول إلى المصريين، في حين يعتمد على ناشطين سودانيين ومجموعات دعم مجتمعية للوصول إلى اللاجئين، سواء المقيمين بشكل دائم أو أولئك الذين ما زالوا يتنقلون بين المناطق.

وتشير المنظمة إلى أن هذا التعاون أسهم في تجاوز العقبات الاجتماعية والثقافية التي قد تحول دون طلب الرعاية الصحية، كما عزّز الثقة بين اللاجئين والسكان المحليين وبين الفرق الطبية العاملة في الميدان.

الفقر العائق الأكبر أمام العلاج

ورغم اختلاف الاحتياجات بين الطرفين، إلا أن العامل الاقتصادي يظل التحدي الأكبر لدى كثيرين. فكثير من الأسر — مصريين وسودانيين — لا تملك تكلفة المواصلات إلى المرافق الصحية أو ثمن الأدوية الموصوفة.

وتروي هبة، وهي أم مصرية لسبعة أطفال، أنها تجد صعوبة في تغطية مصروفات العلاج، قائلة: "أستطيع الوصول للخدمات الحكومية، لكنني أفضل المجيء هنا لأنني أحصل على جميع أدويتي مجانًا، وهذا يساعدني في توفير احتياجات أطفال".

وتلاحظ الفرق الطبية تزايدًا في إقبال المصريين على العيادة، إلا أن غالبية المترددين ما زالوا من اللاجئين السودانيين الذين يعتمدون على الخدمات المجانية بشكل أساسي.

<strong>صورة تعبيرية</strong>
صورة تعبيرية

خدمات تتجاوز الرعاية الأولية 

ولا تقتصر خدمات العيادة المتنقلة على تقديم الرعاية الطبية الأساسية، حيث فعّلت منظمة أطباء بلا حدود نظام إحالة لخدمة المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية متخصصة أو تدخلات غير متاحة ضمن خدمات العيادات الميدانية.

ومن بين هذه الحالات علياء، وهي سيدة سودانية تقيم في منطقة كركر، على بعد 70 كيلومترًا من دراو، جاءت إلى العيادة للمرة الأولى عندما علمت بحملها وكانت تعتقد أنها تستطيع الولادة داخل العيادة. وبعد تقييم حالتها، تولّى فريق الإحالة التنسيق مع إحدى المستشفيات لتوفير الولادة، مع تغطية كامل التكاليف، بما فيها النقل.

وتقول علياء: "ارتحت كثيرًا عندما علمت أن الفريق سيتكفل بولادتي. لم يكن لدي ما يكفي من المال لدفع تكاليف المستشفى".

ومنذ تفعيل نظام الإحالة في سبتمبر 2025، تم إحالة أكثر من 80 مريضًا إلى مؤسسات طبية أو اجتماعية أو منظمات إنسانية مختصة، ما يعكس حجم الاحتياج وتنوعه بين الحالات الطبية والنفسية والاجتماعية.

لاجئون بين الألم والاستمرار 

في غرفة الانتظار بالعيادة، يجلس خالد، رجل ستيني قدم من جزيرة بالسودان، ممسكًا ببطاقة تسجيل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وبكيس بلاستيكي يحتوي على أدوية فارغة. وهذه زيارته الثالثة للعيادة لمتابعة مرضه المزمن.

ويقول خالد: "كنا نعيش حياة مستقرة في السودان، وكان تركها صعبًا للغاية. لكن الحرب جعلت بلادنا بلا رعاية صحية، وكبار السن مثلنا لا يمكنهم البقاء طويلًا بلا علاج".

ويمثّل خالد واحدًا من نحو 1.5 مليون سوداني يعيشون حاليًا في مصر، كثير منهم عبر الحدود منذ اندلاع الحرب عام 2023، ويعتمدون بشكل متزايد على خدمات مجانية لتلبية احتياجاتهم الصحية الأساسية.

تعاون مستمر لتخفيف المعاناة

ويؤكد القائمون على المشروع أن العمل المشترك بين منظمة أطباء بلا حدود ومؤسسة أم حبيبة، إضافة إلى التضامن بين المجتمعين المصري والسوداني، مكّن من توفير شبكة دعم تساعد على تخفيف معاناة آلاف المستفيدين يوميًا.

ويشير مسؤولو البرنامج إلى أن العيادة الميدانية في دراو أصبحت مثالًا على كيفية دمج العمل الطبي مع الجهد المجتمعي لتوفير رعاية شاملة، في ظل احتياجات إنسانية تتزايد في جنوب مصر مع استمرار تدفق اللاجئين السودانيين وتحدياتهم المستمرة.

تابع مواقعنا