الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

من متعة المشاهدة إلى فخ المقارنة

الخميس 04/ديسمبر/2025 - 06:08 م

مما لا شك فيه أن مواقع التواصل الاجتماعي كان لها أثر بالغ على حياتنا التي اقتحمتها بشكل مفاجئ وبسرعة مذهلة، ومن أبرز آفاتها أنها أزالت الحاجز بين الطبقات لا الفارق، فشتان بينهما.

وهكذا أصبح الجميع من روادها رغم اختلاف طرق حياتهم ومستوياتهم الاجتماعية والعلمية، والأمر لا يحتاج إلا إلى باقة إنترنت أصبحت في متناول الأغلبية حتى الآن، وإنشاء حساب مجاني.

وذلك جعل ضعيف الحال يرى كيف يعيش الأثرياء وكذلك أهل الفن وغيرهم بصورهم وحياتهم البراقة ومناسباتهم الاجتماعية التي تبدو وكأنها حالة ملائكية مليئة بالسعادة والرفاهية، وبالطبع لا يعلم ذلك الجالس أمام شاشة هاتفه النقال الخبايا والتفاصيل، ولا يتخيل أن هؤلاء لديهم ما لديه من نكد وغم، بل ربما أكثر بكثير.

ولكن لأنه لا يرى سوى الصورة الظاهرة التي أصبحت قريبة جدا منه، فإنه قد يسخط على حياته، سواء الزوجية إذا كان رجلا أو امرأة، أو إذا كان ابنا أو ابنة. فهم يرون أن حظهم العاثر ألقى بهم وسط عائلة أو أسرة لا توفر لهم ما يرونه لدى غيرهم، فيحدث التمرد حتى وإن كان خفيا، لكن آثاره تبقى ظاهرة ومؤثرة بالطبع.

فتكون النتيجة حالة من عدم الرضا والاضطراب والتخبط نلحظها في السلوك المجتمعي الآن، عندما نجد أن التقليد أصبح سائدا بين كثيرين دون فهم أن كل ميسر لما خلق له، وأن الطموح نعم، جيد، ولكن بعقل وحكمة وخطوات راسخة، وليست مجرد مظاهر خادعة يتحول معها الشخص إلى مسخ دون أن يدري، فليس هناك أفضل من أن يكون المرء حقيقيا.

ويبقى الأمل في أن يأتي يوم سريع نستوعب فيه ما كنا نستوعبه قديما عندما نشاهد فيلما سينمائيا أو مسلسلا تلفزيونيا، وندرك أننا فقط نتابع للتسلية وليس للتقليد.

كنا نعلم أن لأهل الفن وكل من يظهرون عبر التلفاز حياتهم، ولنا حياتنا، فلا نفتن بشيء مما هم فيه، ولا نحلم بالوصول إليه فنقع في الشقاء، وإنما ننظر حولنا ونحاول تحسين أوضاعنا بحسب المتاح لنا، لا بما في يد غيرنا.

وحتى الأثرياء في المدن الكبرى بزخارفها وزينتها وعمارتها المبهرة، كنا نراهم كذلك أيضا، فكانت القناعة سمة غالبة مع الطموح المتزن بلا شك، ورأينا كثيرين غيروا واقعهم وصعدوا إلى طبقات أعلى بطريقة طبيعية، والأهم أنها حقيقية.

فمتى نعود إلى هذا الوعي الذي يحفظ نفوسنا من المقارنات المضللة، ويجعلنا أكثر رضا وسكينة واتزانا؟

تابع مواقعنا